شهدت الأسواق المالية الأميركية هزة قوية، الخميس، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على الواردات، في خطوة وصفها المحللون بأنها إعلان حرب تجارية عالمية، مما أثار مخاوف واسعة بشأن التداعيات المحتملة على الاقتصاد الأميركي والعالمي.
خسائر حادة في العقود الآجلة والمؤشرات الرئيسية
مع تصاعد التوترات التجارية، سجلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تراجعات حادة، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 1064 نقطة، ما يعادل 2.5%، في إشارة واضحة إلى حالة القلق التي تسيطر على المستثمرين بشأن التأثيرات السلبية المحتملة على الشركات الأميركية والاقتصاد بشكل عام.
كما شهدت العقود الآجلة لكل من ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 انخفاضًا كبيرًا، حيث هبطا بنسبة 3.1% و3.4% على التوالي، ليصلا إلى أدنى مستوياتهما في ستة أشهر.
شركات التكنولوجيا والسلع في مرمى النيران
تضررت الأسهم الأميركية بشدة، وخاصة الشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على سلاسل الإمداد العالمية، حيث شهدت جلسات ما قبل الافتتاح هبوطًا حادًا في أسهم كبرى الشركات، أبرزها:
- نايكي: تراجع بنسبة 9%
- آبل: انخفضت بنسبة 7%
- فايف بيلو: فقدت 11% من قيمتها
- دولار تري: تراجع بنسبة 10.7%
- جاب: فقدت 9% من قيمتها
كما شهدت أسهم قطاع التكنولوجيا موجة بيع واسعة، وسط عزوف المستثمرين عن المخاطرة، حيث:
- تراجعت إنفيديا بنسبة 3.5%
- هبط سهم تسلا بنسبة 4.1%
حرب تجارية شاملة في الأفق؟
يأتي هذا التراجع الحاد وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي شامل، خاصة مع التوقعات بفرض الدول المتضررة تعريفات جمركية انتقامية على المنتجات الأميركية، مما قد يفاقم الأوضاع الاقتصادية.
وفي هذا السياق، قال أحد المحللين في وول ستريت:
“ترامب أعلن الحرب التجارية على الجميع.. لكن الرد جاء سريعًا في عقر داره، حيث شهدت الأسواق الأميركية أسوأ موجة خسائر منذ أشهر”.
المستثمرون في حالة ترقب.. والاقتصاد العالمي مهدد
مع تصاعد الضغوط على الشركات الأميركية، ينتظر المستثمرون ردود فعل الأسواق العالمية، وسط توقعات بتأثيرات طويلة الأمد على سلاسل التوريد والتجارة الدولية.
ويبقى السؤال الأبرز: هل سيؤدي هذا التصعيد إلى أزمة اقتصادية جديدة؟