كواليس الضربة الإسرائيلية في سوريا: هل فجّرت “الزيارة التركية” التصعيد؟
كشفت أربع مصادر مطلعة أن تركيا أجرت جولات تفتيش سرية لثلاث قواعد جوية داخل الأراضي السورية، ضمن استعدادات لاتفاق دفاعي مشترك محتمل، قبل أن تستهدفها إسرائيل بسلسلة من الغارات الجوية هذا الأسبوع.
ووفقاً للمصادر، فإن القواعد التي زارتها الفرق العسكرية التركية مؤخراً، تشمل قاعدة “تي4” الجوية وقاعدة “تدمر” في محافظة حمص، إضافة إلى المطار العسكري الرئيسي في محافظة حماة. وتشير التقارير إلى أن أنقرة كانت تسعى لاستخدام هذه المواقع ضمن اتفاق أمني يجري التحضير له، يتيح لها توسيع وجودها العسكري في سوريا، بما في ذلك إنشاء قواعد جديدة واستخدام المجال الجوي السوري.
ضربات إسرائيلية رغم تطمينات أنقرة
ورغم محاولات تركيا لطمأنة الولايات المتحدة بأن تحركاتها العسكرية لا تهدف إلى تهديد إسرائيل، شنّت الأخيرة ضربات مكثفة، أبرزها ليل الأربعاء، استهدفت المواقع الثلاثة التي زارتها الفرق التركية. الأمر الذي فُسّر من قبل مراقبين على أنه رسالة مباشرة من تل أبيب تعكس قلقها من أي تموضع عسكري تركي قرب حدودها.
ويزيد هذا التصعيد من احتمالية انزلاق الأوضاع إلى مواجهة غير مباشرة بين اثنين من أقوى الجيوش الإقليمية، وسط سباق متسارع للتموضع داخل الأراضي السورية.

رسائل متبادلة وتحذيرات دبلوماسية
وفي أول تعليق رسمي، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مقابلة مع وكالة “رويترز“، إن بلاده لا تسعى إلى أي صدام مع إسرائيل داخل سوريا، محذراً في الوقت ذاته من أن “النهج الإسرائيلي يسهم في زعزعة استقرار المنطقة على المدى الطويل”.
في المقابل، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن إسرائيل ليست بصدد الدخول في مواجهة مع أنقرة، قائلاً: “لا نرغب في صراع مع تركيا، ونأمل ألا يكون هذا هدفها أيضاً. لكننا في الوقت نفسه لا نقبل بوجود تركي عسكري دائم على حدودنا، وسنتعامل مع هذا التحدي بجميع الوسائل الممكنة”.
توازن هشّ وسط صراع النفوذ
وتبرز هذه التطورات في وقت تُعيد فيه الأطراف الإقليمية والدولية رسم خارطة النفوذ داخل سوريا، بعد أكثر من عقد من الصراع. ومع دخول أنقرة بقوة على خط المعادلات الأمنية، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوترات، قد تكون أعقد من مجرد صراع بالوكالة.