كشفت دراسة حديثة عن تدهور كبير في حالة المباني الخدمية في المملكة المتحدة، لا سيما تلك التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، وذلك بسبب انتشار مقلق للفئران، والصراصير، والنمل، والسمكة الفضية، إلى جانب ظهور علامات على وجود تسربات في مياه الصرف الصحي، ومشكلات إنشائية مثل الأسقف المنهارة، والإضاءة المعيبة، والمراحيض المكسورة.
وأفادت نقابة “يونيـسون” للخدمة العامة، يوم الجمعة، أن هذه الآفات أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا لصحة وسلامة العاملين والمرضى داخل المنشآت الصحية الحكومية، في ظل ما وصفته بـ”الإهمال المزمن” الذي تعاني منه البنية التحتية للخدمات العامة.
نتائج مقلقة لمسح وطني
استند التقرير إلى دراسة استقصائية شاملة شارك فيها ما يقرب من 9,000 موظف من العاملين في هيئة الخدمات الصحية، كشفت أن واحدًا من بين كل ستة موظفين لاحظ وجود حشرات ضارة خلال العام الماضي. كما رصدت الدراسة أدلة متزايدة على تفشي أنواع متعددة من الآفات، من بينها السمكة الفضية، وهي نوع من الحشرات الزاحفة المعروفة بسرعة تكاثرها وصعوبة مكافحتها.
وزارة الصحة: النتائج صادمة
وفي تعليق رسمي، أعربت متحدثة باسم وزارة الصحة البريطانية لوكالة (PA Media) عن “صدمتها” إزاء ما أظهرته نتائج المسح، مؤكدة أن ما توصلت إليه الدراسة يعكس “واقعًا مزريًا” للخدمات الصحية التي عانت من الإهمال والتقشف طيلة السنوات الماضية.
كما ألقت المتحدثة باللوم على السياسات التي انتهجتها الحكومات المحافظة المتعاقبة، والتي ساهمت – وفق تعبيرها – في إضعاف البنية التحتية وتقليص الاستثمارات في صيانة المنشآت الصحية.
خطة إصلاح عاجلة
من جانبه، أكد حزب العمال الحاكم، بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، أن الحكومة الحالية تعتزم تنفيذ خطة إصلاح شاملة لهيئة الخدمات الصحية، تتضمن استثمارات كبيرة في ترميم وتجديد المباني، وتحسين ظروف العمل، وضمان بيئة صحية وآمنة للمرضى والعاملين على حد سواء.
تحذيرات من خبراء الصحة
وحذّر خبراء الصحة العامة من أن استمرار تدهور مرافق الرعاية الصحية قد يفاقم من التحديات التي تواجه القطاع، خاصة في ظل الضغط المتزايد على المستشفيات والخدمات الطبية. كما نبهوا إلى أن وجود القوارض والحشرات داخل المستشفيات يشكل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة، بما في ذلك احتمالية نقل الأمراض المعدية وتلويث المعدات الطبية.