وظائف مبتكرة براتب مرتفع ابتكرها الذكاء الاصطناعي
في عصرٍ تتسارع فيه خطوات الثورة التكنولوجية، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، بات من الشائع أن تحلّ الآلة محل الإنسان في عدد من الوظائف التقليدية، بدءًا من موظفي خدمة العملاء ووصولًا إلى عمال المصانع وخطوط الإنتاج. هذا التحول السريع أثار مخاوف مشروعة لدى كثيرين، خشية أن يفقدوا وظائفهم لصالح الخوارزميات والروبوتات.
لكن، وفي مقابل ما ألغاه الذكاء الاصطناعي من وظائف، فقد أسهم في خلق عدد هائل من الوظائف الجديدة التي لم تكن موجودة في السابق، بل وتتطلب تدخلًا بشريًا خلاقًا وخبرة مهنية عالية.
فيما يلي نستعرض أبرز الوظائف المستحدثة بفضل الذكاء الاصطناعي، والتي تتسم برواتب مرتفعة وآفاق نمو مستقبلية واسعة:

1. محقّق البيانات (Data Detective)
يشبه هذا الدور إلى حدّ كبير عمل المحقّق الجنائي، لكنه يرتكز على تحليل البيانات الضخمة والتعليقات التوضيحية للفيديوهات والصور لاستخلاص الأدلة والمؤشرات التي يمكن أن تساعد في حل الجرائم أو الكشف عن سلوكيات مشبوهة.
يعمل محقق البيانات على تمييز الكائنات والعناصر المختلفة داخل الملفات البصرية، ويمكّن خوارزميات الذكاء الاصطناعي من التعلم بشكل أكثر دقة. ويُعد هذا المجال من أكثر المجالات نموًا، خاصة في قطاعات الأمن السيبراني وتطبيقات القانون الذكية.
2. مسؤول المصادر الأخلاقية (Ethical Sourcing Officer)
في زمن أصبح فيه التنوع والعدالة والتمثيل المتكافئ من الأولويات الكبرى للشركات، ظهرت وظيفة مسؤول المصادر الأخلاقية، الذي يتولى مراقبة العمليات التوظيفية والمحتوى البصري المستخدم في الحملات الإعلانية للتأكد من أنها تراعي تمثيل كافة الفئات العرقية والثقافية والاجتماعية.
وتستفيد هذه الوظيفة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتابع وتعالج البيانات السكانية للمؤسسات، وترصد أي تحيّز غير مقصود في آليات التوظيف أو التسويق.
3. مدير تطوير أعمال الذكاء الاصطناعي (AI Business Development Manager)
مع ازدياد اعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي، ظهرت الحاجة إلى مختصين يجمعون بين الفهم التجاري والقدرة التقنية، لتحديد فرص النمو الجديدة وتوسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات المختلفة.
يتطلب هذا المنصب خبرة في تحليل السوق، والتواصل مع العملاء، وتقديم حلول مبنية على الذكاء الاصطناعي تساهم في تحسين الأداء، وزيادة الأرباح، وخلق مزايا تنافسية للشركة.
4. أخصائي شرح البيانات (Data Annotation Specialist)
يكمن سرّ تطور خوارزميات التعلم الآلي في الكمّ الهائل من البيانات المصنفة بدقة، والتي يتم تغذيتها باستمرار. هنا يأتي دور أخصائي شرح البيانات، وهو من يقوم بتعليم الخوارزميات كيف “تفهم” الصور أو الفيديوهات أو النصوص.
يتطلب هذا الدور دقة عالية في تمييز الأنماط وتصنيفها، وهو ما يجعل هذه الوظيفة أساسية في تطوير أنظمة القيادة الذاتية، والتعرف على الوجه، والترجمة الفورية، وغيرها من التطبيقات الحديثة.
5. مستشار التزام اللياقة البدنية (Fitness Accountability Consultant)
مع تزايد الانشغالات الحياتية، يبتعد كثيرون عن أساليب اللياقة التقليدية. وقد أتاح الذكاء الاصطناعي، من خلال الأجهزة القابلة للارتداء، حلولًا أكثر ذكاءً لمراقبة النشاط الجسدي والصحي.
يأتي هنا دور مستشار التزام اللياقة، الذي يعمل على تحليل البيانات الصحية، وتقديم توصيات مخصصة لكل فرد بشأن التمارين والغذاء، مع تشجيعه ومتابعته لتحقيق أهدافه الصحية. ويعتمد هذا الدور بشكل كبير على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تدمج بين الصحة السلوكية والتحفيز الذاتي.
مستقبل الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي
بعيدًا عن النظرة المتشائمة، فإن الذكاء الاصطناعي لا يُلغِي فرص العمل، بل يعيد تشكيلها، حيث يُتوقع أن يسهم في خلق أكثر من 58 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، بحسب تقارير منصة “Forbes“.
الوظائف الحديثة لم تعد تعتمد فقط على المهارات التقليدية، بل تتطلب المرونة، والتعلُّم المستمر، والتكيف مع التكنولوجيا. ومن يفهم هذه التحولات ويتسلّح بالمهارات المناسبة، سيكون له مستقبل مهني واعد في عصر الثورة الصناعية الرابعة.