أكثر من 122 مليون مصلٍ ومعتمر في رمضان.. الحرمين الشريفين يشهدان كثافة غير مسبوقة في شهر الرحمة
في موسم رمضاني استثنائي، أعلنت المملكة العربية السعودية أن عدد زوار الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1446 هـ قد تجاوز 122 مليون شخص، في مؤشر واضح على التنظيم الفعّال والاستعدادات المتقنة التي بذلتها الجهات المختصة لخدمة قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
أرقام قياسية في الزحام المقدس
ووفقًا لبيان صادر عن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بلغ عدد القاصدين للحرمين الشريفين خلال رمضان المبارك 122,286,712 شخصًا، موزعين بين معتمرين ومصلين من داخل المملكة وخارجها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس“.
وبحسب الإحصاءات، فقد بلغ عدد المعتمرين في المسجد الحرام أكثر من 16 مليونًا و558 ألفًا، بينما أدى الصلاة في المسجد الحرام وحده ما يزيد عن 75 مليونًا و573 ألف مصلٍّ، في حين استقبل المسجد النبوي أكثر من 30 مليونًا و154 ألف مصلٍّ خلال الشهر الكريم.
تقنيات ذكية لرصد الحشود وتنظيم الحشود
ومن الجدير بالذكر أن الهيئة تستخدم أنظمة تقنية متقدمة تعتمد على حساسات ذكية مثبتة عند المداخل الرئيسة للمسجد الحرام، تقوم بقراءة حركة الزوار وتسجيل أعدادهم بدقة عالية، مما يساهم في إدارة الحشود وتنظيم التدفق البشري بشكل يضمن سلاسة الحركة وسلامة القاصدين.
منظومة خدمية متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن
هذا الإنجاز الرقمي الكبير لم يكن ليحدث لولا الدعم المباشر من القيادة السعودية، والجهود المشتركة بين الجهات الأمنية والصحية والتنظيمية، والتي عملت جميعها ضمن منظومة متناغمة لخدمة زوار بيت الله الحرام.
وقد تم توفير آلاف الكوادر البشرية المدربة في مجالات التنظيم، الترجمة، الإرشاد، والإسعاف الأولي، إلى جانب تخصيص مسارات لكبار السن وأصحاب الهمم، بالإضافة إلى خدمات النقل المجاني ووسائل التبريد في أروقة الحرمين.
رمضان في الحرمين.. روحانية وسكينة رغم الزحام
وعلى الرغم من الأعداد الهائلة التي امتلأت بها ساحات الحرمين، فقد استطاع الزائرون تأدية شعائرهم بكل خشوع وسكينة، حيث شهد الشهر الفضيل تنظيمًا مثاليًا في حركة الدخول والخروج، وتوزيعًا مدروسًا للصلوات والتراويح، وتهيئة الأجواء لقيام الليل والاعتكاف في العشر الأواخر.
وتتواصل الجهود حتى ما بعد انتهاء رمضان، حيث تستعد الجهات المعنية لمرحلة ما بعد العيد وتكثيف الاستعدادات لموسم الحج المرتقب، بما يضمن استدامة هذه النجاحات التنظيمية.