في واقعة مروّعة شهدتها مدينة طنطا بمحافظة الغربية ثاني أيام عيد الفطر، تعرض شاب مصري يُدعى محمد البسطويسي لهجوم دموي من قبل نمر أبيض خلال عمله في أحد العروض الخاصة بالسيرك، ما أدى إلى بتر ذراعه اليسرى بشكل كامل، وسط حالة من الهلع والذعر في صفوف الحاضرين.
تفاصيل الحادث المفجع
البسطويسي، الذي يعمل مساعدًا لمدرب الأسود في السيرك، كشف في تصريحات خاصة أن الحادث وقع بينما كان يؤدي مهمته الروتينية عقب انتهاء العرض، حيث كان مكلفًا بإعادة ربط أحد النمور داخل القفص بعد انتهاء فقرته. وأوضح أنه “فوجئ بنمر أبيض آخر ينقض عليه فجأة، ويغرس أنيابه في ذراعه، مسببًا جروحًا غائرة وتمزقًا شديدًا في الأنسجة والأوعية الدموية”.
وسارع زملاؤه للتدخل، حيث تمكن أحدهم من صد النمر مستخدمًا شوكة حديدية طويلة، مما أنقذ حياة البسطويسي من موت محقق. وعلى الفور، تم نقله إلى مستشفى الطوارئ الجامعي بطنطا، حيث خضع لعملية جراحية عاجلة انتهت ببتر ذراعه اليسرى بسبب التهتك الكامل الذي أصابها.
تحقيقات وتحرك رسمي
وعقب الحادث، باشرت النيابة العامة التحقيقات الفورية، وأمرت بتشكيل لجنة من الطب البيطري لفحص جميع الحيوانات في السيرك، والتأكد من مدى سلامة إجراءات السلامة المتبعة، كما تم إيقاف كافة العروض إلى حين الانتهاء من التحقيقات الرسمية.
دعم وتعويض عاجل
في خطوة إنسانية، أعلنت محافظة الغربية صرف تعويض مالي عاجل للمصاب، مع تأكيدها على إنهاء إجراءات تخصيص معاش شهري يضمن له الحد الأدنى من الحياة الكريمة بعد فقدانه طرفًا أساسيًا من جسده. كما تم بالتنسيق مع مديرية القوى العاملة توفير وظيفة مناسبة لحالته الصحية، ووقع محمد بالفعل على عقود وظيفته الجديدة، التي ستكون – بحسب تصريح المحافظة – “بداية لحياة جديدة، وفرصة لتجاوز محنته بدعم مستمر”.
تساؤلات حول معايير الأمان في السيرك
وقد أثار هذا الحادث حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب كثيرون بإعادة النظر في إجراءات السلامة داخل السيرك، وضرورة إخضاع المدربين والمساعدين لدورات تأهيل احترافية في التعامل مع الحيوانات المفترسة، خاصة في ظل غياب الضوابط الكافية التي تضمن سلامة العاملين والجمهور.
كما دعا ناشطون إلى مراجعة تراخيص مثل هذه العروض الخطرة، والتشديد على معايير الحماية والرقابة الطبية والبيطرية للحيوانات المستخدمة فيها.
الحالة النفسية للمصاب
في الوقت ذاته، أكد مقربون من البسطويسي أن حالته النفسية “سيئة للغاية”، إذ أن فقدانه ذراعه سيحول دون عودته إلى مهنته التي طالما أحبها، مشيرين إلى أنه يحتاج إلى دعم نفسي عاجل إلى جانب الدعم المادي والطبي، لتجاوز آثار الصدمة النفسية العنيفة التي تعرض لها.