عواصف مدمّرة تفتك بـ17 شخصاً في الولايات المتحدة وتوقعات بمزيد من الفيضانات

0 5

شهدت الولايات المتحدة، خلال الأيام الماضية، موجة عنيفة من العواصف والفيضانات التي ضربت مناطق واسعة في الوسط والشرق الأمريكي، وأودت بحياة 17 شخصًا على الأقل، وسط تحذيرات من استمرار الأحوال الجوية السيئة خلال الأيام المقبلة.

ووفقًا لتقارير رسمية صادرة عن السلطات الأمريكية، فإن العواصف الشديدة والزوابع التي اجتاحت مناطق تمتد من ولاية أركنساس إلى أوهايو، تسببت في دمار واسع للبنية التحتية، وفيضانات مفاجئة، بالإضافة إلى اقتلاع الأشجار وانقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف من السكان.

ولاية تينيسي في قلب العاصفة

وكانت ولاية تينيسي الأكثر تضررًا، حيث أعلنت السلطات المحلية يوم السبت عن وفاة 10 أشخاص في الجزء الغربي من الولاية نتيجة الظروف الجوية القاسية. كما تم تسجيل حالتي وفاة بسبب الفيضانات في كل من ميزوري وكنتاكي، بينما لقي شخص واحد مصرعه في كل من أركنساس، إنديانا، وميسيسيبي.

وفي مدينة جيفرسونتاون بولاية كنتاكي، تعرّضت مبانٍ عدة للدمار نتيجة إعصار مفاجئ، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، التي وثقت صورًا ومقاطع فيديو تُظهر دمارًا هائلًا في منازل ومركبات، إلى جانب اقتلاع أعمدة كهرباء وانقطاع واسع في الخدمات.

مخاوف من فيضانات جديدة وتحذيرات رسمية

حذّرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من استمرار خطر هطول أمطار غزيرة خلال الليالي القادمة، ما قد يتسبب في فيضانات مفاجئة إضافية في مناطق الجنوب الشرقي وساحل الخليج الأمريكي.

وفي هذا السياق، كتب حاكم كنتاكي، آندي بيشير، عبر حساباته على مواقع التواصل:

“بلغت الفيضانات مستويات قياسية في العديد من المناطق… نناشد المواطنين تفادي السفر وتجنّب القيادة عبر المياه حفاظًا على حياتهم.”

أزمة كهرباء واسعة النطاق

لا تزال تداعيات الكارثة قائمة، حيث كشف موقع PowerOutage.us المتخصص في رصد انقطاعات الكهرباء، أن نحو 140 ألف مشترك لا يزالون بدون كهرباء حتى يوم الأحد، في ظل صعوبات تواجهها فرق الطوارئ في الوصول إلى المناطق المتضررة.

تغير المناخ في قلب الحدث

يرى الخبراء أن ما يحدث ليس سوى نتيجة مباشرة لتغير المناخ. فبحسب دراسات مناخية حديثة، فإن الاحتباس الحراري يسهم بشكل كبير في زيادة تواتر وحدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات وموجات الحرارة. ويؤكد العلماء أن عام 2024 سجّل درجات حرارة قياسية في أنحاء متعددة من الولايات المتحدة، إلى جانب سلسلة أعاصير ضربت البلاد وخلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة.

التدابير المستقبلية.. هل من حلول حقيقية؟

وسط تنامي الكوارث المناخية، تتزايد الدعوات لتبني سياسات مناخية أكثر صرامة، وتطوير خطط طوارئ أكثر فاعلية لمواجهة الكوارث الطبيعية. كما تؤكد منظمات بيئية أن التكيف مع تغير المناخ لم يعد خيارًا، بل ضرورة قصوى لحماية الأرواح والممتلكات.

تعليقات
Loading...