أسواق المال العالمية تتهاوى إثر قرارات جمركية أمريكية مفاجئة وترامب يصفها بـ الدواء القاسي

0 11

شهدت الأسواق المالية العالمية بداية أسبوع صادمة، حيث تعرضت لموجة هبوط حاد تُعدّ الأسوأ منذ أزمة جائحة “كوفيد-19″، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على واردات عشرات الدول، في خطوة أثارت اضطراباً واسعاً في الاقتصاد العالمي.

وفي تصريحات له من على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، وصف ترامب هذه الإجراءات بـ”الدواء الضروري” لمعالجة ما أسماه بـ”السرقة المستمرة” التي تتعرض لها الولايات المتحدة من شركائها التجاريين، مؤكداً أن بعض الحكومات ستضطر إلى دفع “الكثير” إذا أرادت تجنّب آثار هذه الرسوم.

رسوم جمركية تصل إلى 50% وتراجع حاد في مؤشرات الأسواق الآسيوية

بدأت الأسواق الآسيوية تعاملاتها يوم الاثنين بانخفاضات غير مسبوقة، حيث تراجع مؤشر هونغ كونغ بأكثر من 9%، فيما سجلت تايوان خسائر تجاوزت 10%، وتراجعت بورصة طوكيو بنسبة 6.5%. كما سجلت مؤشرات كوريا الجنوبية، أستراليا، الصين، والهند انخفاضات بين 4% و7%.

أما في الولايات المتحدة، فقد شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية هبوطاً حاداً تجاوز 2.5%، ما يعكس حالة القلق المتزايدة من تأثير السياسات التجارية الجديدة على الأداء الاقتصادي الأمريكي والعالمي.

تصعيد أمريكي – صيني يهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي

جاءت الرسوم الجديدة في إطار تصعيد تجاري متجدد بين واشنطن وبكين، حيث فرضت إدارة ترامب رسوماً إضافية بنسبة 34% على الواردات الصينية، مما رفع الحصيلة السنوية إلى 54%. وردّت الصين بفرض رسوم مضادة وقيود على تصدير معادن نادرة تُستخدم في الصناعات الإلكترونية والطبية.

توقعت مؤسسة “غولدمان ساكس” أن تؤدي هذه الخطوة إلى تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنسبة 0.7%، وخفضت تقديراتها لنمو أرباح الشركات من 9% إلى 7%.

تداعيات إقليمية وعالمية: من تايوان إلى السعودية

امتد تأثير القرارات الجمركية إلى أسواق عالمية عديدة. في نيوزيلندا، تراجع مؤشر الأسهم بنسبة 4.4%، وفقد الدولار النيوزيلندي 4% من قيمته، فيما توقعت الأسواق خفضاً وشيكاً في أسعار الفائدة.

في السعودية، شهدت السوق المالية أسوأ هبوط لها منذ أزمة كورونا، حيث انخفضت بنسبة 6.78%. أما الهند، فتوقعت هبوطاً في الروبية، فيما تعهدت إيطاليا وبريطانيا بحماية مصالح شركاتها المتضررة.

توقعات بتدخل عاجل من الاحتياطي الفيدرالي وخطر تضخم متزايد

تزايدت التكهنات بشأن قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لمحاولة احتواء الأثر الاقتصادي، لكن رئيسه جيروم باول حذر من أن الرسوم الجمركية قد تدفع التضخم نحو الأعلى وتؤدي إلى تباطؤ النمو.

ووفقاً لتقديرات بنك “جي بي مورغان“، من المتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.3%، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 5.3%.

ردود أفعال دولية ومفاوضات محتملة

تقدمت أكثر من 50 دولة بطلبات رسمية لفتح قنوات تفاوض مع واشنطن لتجنب آثار الرسوم الجمركية، من بينها إسرائيل وتايوان والهند. كما سعت بعض الدول إلى الحصول على إعفاءات خاصة أو تقديم عروض تجارية جديدة لتخفيف التأثيرات.

ومن بين أبرز التحركات، أعلنت تايوان استعدادها لإلغاء كافة الرسوم على الواردات الأمريكية، فيما فضّلت الهند الدخول في مفاوضات مباشرة دون اللجوء إلى إجراءات انتقامية.

روسيا خارج المعادلة: غياب لافت ومؤشرات على تفاهمات خلف الكواليس

على نحو مفاجئ، لم تشمل القائمة الجديدة من الرسوم الجمركية روسيا، وهو ما أرجعه البيت الأبيض إلى “ضآلة حجم التبادل التجاري” نتيجة العقوبات.

غير أن بعض المراقبين أشاروا إلى احتمال وجود محادثات غير معلنة بين واشنطن وموسكو حول ملفات استراتيجية، من بينها الملف الأوكراني.

تعليقات
Loading...