معجزة نادرة في عالم الزواحف: سلحفاة “مئوية” تنجب لأول مرة في تاريخها!

0 2

في حدث غير مسبوق في تاريخ حدائق الحيوان العالمية، شهدت حديقة حيوان فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية ولادة نادرة لأربعة صغار من سلاحف غالاباغوس العملاقة، وذلك من أنثى سلحفاة تُدعى “مامي” تبلغ من العمر قرابة 100 عام، لتسجل بذلك رقماً قياسياً كأكبر أم تُنجب في هذا النوع النادر والمهدد بالانقراض.

وتُعد هذه الولادة أول حالة موثقة وناجحة لتكاثر سلاحف غالاباغوس في تاريخ الحديقة الذي يمتد لأكثر من 150 عاماً، وهو ما وصفه الخبراء بأنه إنجاز علمي واستثنائي، لا سيما وأن “مامي” كانت تُعتبر منذ عقود سلحفاة غير قادرة على الإنجاب بسبب تقدمها في السن. وقد حدث التزاوج مع الذكر “أبرازو”، البالغ من العمر 70 عاماً، والذي يُعد هو الآخر من أندر السلاحف في الأسر.

ويزن كل صغير من السلاحف الأربعة ما بين 70 إلى 80 غراماً فقط، وهو ما يعادل تقريباً وزن بيضة دجاج، لكن قيمتهم الوراثية تفوق الوصف، إذ يُعتبرون من الكنوز الجينية الثمينة التي يمكن أن تساهم في إنقاذ هذا النوع من شفا الانقراض.

وفي تصريح مؤثر، قالت جو-إيل موغيرمان، المديرة التنفيذية لحديقة الحيوان: “هذه ليست مجرد ولادة… إنها انتصار للعلم والحفاظ البيئي، وتحقيق لحلم طال انتظاره منذ سنوات. مامي ليست سلحفاة عادية، بل تمثل سلالة نادرة بقيمة وراثية عالية يصعب تعويضها”.

ويخضع الصغار حالياً لمراقبة طبية دقيقة في حاضنات خاصة بعيدة عن أعين الزوار، حيث يتولى فريق من المختصين متابعة نموهم وسلوكهم بشكل يومي، لضمان تأقلمهم مع البيئة المحيطة. وقد أعلنت الحديقة أنها ستسمح للزوار بمشاهدتهم لأول مرة في 23 أبريل الجاري، ضمن احتفال كبير يتضمن فعالية لاختيار أسماء مميزة لهم بمشاركة الجمهور.

وتواجه سلاحف غالاباغوس العملاقة – التي تستوطن أرخبيل غالاباغوس قبالة سواحل الإكوادور – تهديدات متزايدة بسبب الصيد غير المشروع، وفقدان المواطن الطبيعية نتيجة التغير المناخي والتوسع البشري. وقد أدى ذلك إلى تناقص أعدادها بشكل حاد، مما يجعل كل عملية تكاثر ناجحة بمثابة أمل جديد لبقاء هذا الكائن الأسطوري.

يُشار إلى أن آخر عملية فقس ناجحة لهذا النوع سُجلت قبل خمس سنوات فقط، في حديقة حيوان أمريكية أخرى، ما يعكس صعوبة التكاثر لدى هذه السلاحف خصوصاً في بيئات الأسر، ويزيد من أهمية هذا الحدث النادر الذي استقطب اهتمام علماء البيئة ومحبي الحياة البرية حول العالم.

تعليقات
Loading...