حقوق النساء في الغرب: تاريخ من الإنكار والتحول
منذ فجر التاريخ، جاء الإسلام مكرّمًا للمرأة، حافظًا لكرامتها، ضامنًا لحقوقها، ومُبيّنًا لواجباتها. على عكس ذلك، كانت المرأة في الحضارات الغربية القديمة، وحتّى مطلع القرن العشرين، تعاني من التهميش والعنف والتمييز، تُعامَل كمواطن من الدرجة الثانية بلا صوت ولا قرار.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على مظاهر من الواقع الغريب الذي عايشته النساء في أوروبا وأمريكا، حيث حُرمن من أبسط الحقوق التي تُعتبر اليوم من المسلّمات.
1. الحرمان من الحق في التصويت
لم يكن للنساء في أمريكا الحق في التصويت حتى تم تعديل الدستور الأمريكي في عام 1920 عبر التعديل التاسع عشر، وذلك بعد كفاح طويل خاضته ناشطات مثل سوزان أنتوني وإليزابيث كادي ستانتون. تخيّل أن نصف المجتمع لم يكن مسموحًا له بالتعبير عن رأيه السياسي حتى وقت قريب!

2. منع وسائل منع الحمل
حتى ستينيات القرن الماضي، لم تكن وسائل تنظيم النسل متاحة بسهولة، بل كانت تُعد من المحظورات. واجهت مارجريت سانجر، التي افتتحت أول عيادة لتنظيم الأسرة في 1916، الاعتقال بسبب نشاطها. لكنها لم تتوقف عن الدفاع عن حق المرأة في اتخاذ القرار بخصوص جسدها.
3. الحق في الطلاق: معركة طويلة
لم يكن للمرأة الحق في طلب الطلاق بسهولة، بل خضعت هذه القضايا لمزاج القضاة وتقاليد الولايات. بل إن بعض الولايات كانت تجرّم الطلاق، كما في ولاية ساوث كارولينا حتى عام 1949.
4. السراويل… لباس محظور!
في مشهد يكاد لا يُصدق، كان ارتداء البنطال للنساء يعدّ مخالفة قانونية في عدة ولايات أمريكية خلال القرن التاسع عشر. حتى ظهور المصمّمة كوكو شانيل ونجوم السينما غيّر هذا التصوّر تدريجيًا.
5. الخدمة العسكرية كانت حكرًا على الرجال
رغم مشاركتها في التمريض، لم يُسمح للمرأة الأمريكية بالانضمام للجيش رسميًا إلا في الحرب العالمية الثانية، ومع تأسيس فيلق النساء بالجيش في 1948.
6. الملكية كانت حقًا للزوج فقط
قبل عام 1848، كانت الممتلكات التي تملكها المرأة المتزوجة تُسجّل باسم زوجها. وقد مثّل صدور “قانون ملكية المرأة المتزوجة” في نيويورك نقطة تحول، لكنه لم يُطبق فعليًا في كل الولايات إلا بعد 1900.
7. العمل دون حماية
النساء العاملات كنّ عرضة للاستغلال، وكان القانون يقيّد ساعات عملهن من باب “الضعف الجسدي”. لكن ذلك لم يكن تقديرًا، بل تقييدًا لحقوقهن المهنية والاجتماعية.
8. استبعاد من هيئة المحلفين
حتى منتصف القرن العشرين، لم يكن يُسمح للنساء بالجلوس في هيئة المحلفين. حتى أن المحكمة العليا أقرّت في 1879 حق الولايات في استبعاد النساء قانونيًا. لم يتغير الوضع إلا بعد قرارات تاريخية في الستينيات.
9. لا جواز سفر للمرأة المتزوجة
كانت النساء المتزوجات في أمريكا يُمنحن جوازات سفر مشتركة مع أزواجهن، مما عكس النظرة المجتمعية التي ترى المرأة تابعة للرجل. وقد بدأ التغيير الحقيقي بعد كفاح نساء مثل روث هيل في عشرينيات القرن الماضي.
خلاصة: الحقوق التي تتمتع بها النساء في الغرب اليوم لم تكن يومًا هبة، بل جاءت بعد نضال طويل. على النقيض، كفل الإسلام للمرأة هذه الحقوق منذ أربعة عشر قرنًا. من المهم تسليط الضوء على هذا التباين التاريخي لتعزيز الوعي بحقيقة المسيرة النسوية في مختلف الحضارات.