هوندا ونيسان تشرعان في مفاوضات اندماج قد تُغيّر ملامح صناعة السيارات عالميًا

0 3

خطوة استراتيجية لإنشاء ثالث أكبر كيان صناعي في قطاع السيارات

أعلنت شركتا هوندا موتور ونيسان موتور اليابانيتان، يوم الإثنين، عن اتفاق مبدئي للدخول في محادثات رسمية بشأن اندماج محتمل بينهما، يهدف إلى تأسيس شركة قابضة عملاقة قد تضعهما في المركز الثالث عالميًا بين مصنعي السيارات من حيث حجم الإنتاج والمبيعات، خلف تويوتا وفولكس فاجن.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تسارع التحوّل الرقمي والبيئي في قطاع صناعة السيارات، واشتداد المنافسة مع الشركات الصينية والأميركية، لا سيما في سوق المركبات الكهربائية والذكية.

أهداف طموحة: مبيعات تتجاوز 190 مليار دولار وأرباح تشغيلية ضخمة

أوضحت الشركتان، في بيان مشترك، أنهما تسعيان من خلال هذا الاندماج المرتقب إلى تحقيق مبيعات سنوية مجمعة بقيمة 30 تريليون ين ياباني، أي ما يعادل نحو 191 مليار دولار أميركي، مع أرباح تشغيلية تفوق ثلاثة تريليونات ين، ما يعكس طموحًا كبيرًا لمنافسة الكيانات الكبرى في الصناعة.

وستتضمن الخطة إنشاء شركة قابضة مشتركة تقوم بالإشراف على العمليات الصناعية والتجارية والتقنية لكلا الشركتين، ما يسمح بتقليل التكاليف وتعزيز الكفاءة التشغيلية وتبادل التكنولوجيا.

الجدول الزمني للاندماج: الحسم خلال عامين

بحسب ما أوردته هوندا ونيسان، فإنهما تأملان في الانتهاء من المحادثات التفصيلية بحلول يونيو 2025، على أن يتم تأسيس الشركة القابضة رسميًا في أغسطس 2026، في خطوة ستتبعها إزالة إدراج الشركتين من البورصات اليابانية.

وتُعد هذه الخطوة تحولًا تاريخيًا في العلاقات بين الشركتين، اللتين كانتا حتى وقت قريب تتنافسان بشدة في مختلف الأسواق، لكن الضغوط التكنولوجية والبيئية والتجارية دفعت بهما إلى خيار الاندماج لضمان البقاء والريادة.

خلفيات وتحولات: من المنافسة إلى التحالف في مواجهة التحديات العالمية

في السنوات الأخيرة، شهدت صناعة السيارات تغييرات جذرية بفعل ثورة المركبات الكهربائية، وتزايد الاعتماد على البرمجيات والذكاء الاصطناعي، ما خلق تحديات جديدة أمام شركات السيارات التقليدية. كما أن الصعود السريع للشركات الصينية مثل BYD، ونجاح تسلا الأميركية في فرض نموذج جديد في صناعة السيارات، فرض ضغوطًا إضافية على صانعي السيارات اليابانيين.

ولمواجهة هذه التحولات، بدأت نيسان وهوندا بالبحث عن تحالفات استراتيجية تسمح لهما بتقاسم تكاليف البحث والتطوير، وتسريع التحول نحو السيارات الكهربائية، وتحسين سلاسل التوريد والإنتاج.

الأثر المتوقع على السوق الإقليمي والعالمي

من شأن هذا الاندماج المحتمل أن يُحدث زلزالًا اقتصاديًا في أسواق السيارات العالمية، حيث تتوقع مراكز تحليلية أن يؤدي إلى إعادة رسم خريطة المنافسة، لا سيما في الأسواق النامية مثل جنوب شرق آسيا وأفريقيا، حيث تتمتع هوندا ونيسان بحضور قوي.

كما أن هذا التحالف قد يعيد بناء الثقة في قدرة الشركات اليابانية على مجاراة المنافسة العالمية، خصوصًا في ظل تعثّر بعض التحالفات السابقة مثل شراكة نيسان مع رينو وميتسوبيشي.

تعليقات
Loading...