نتنياهو متهم بتسريب خطة الهجوم على إيران: تسريبات تهز إسرائيل وتفشل ضربة وشيكة

0 8

إسرائيل تواجه موجة انتقادات داخلية بسبب تسريب معلومات عن خطة هجوم على إيران

اتهامات لنتنياهو بتسريب خطير ومخاوف من تداعيات على الأمن القومي

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، أن دوائر سياسية رفيعة المستوى وجهت اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتسريب معلومات حساسة تتعلق بخطة عسكرية كانت تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. وأفادت الصحيفة أن المؤسسة السياسية أكدت أن “نتنياهو كان يعتزم تسريب الخطة، لكننا منعناه في اللحظة الأخيرة”.

ويأتي هذا الاتهام في أعقاب تقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية، تناول قرارًا مفاجئًا بتعليق العملية العسكرية ضد إيران، ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والأمنية داخل إسرائيل.

بينيت يهاجم نتنياهو: “التهديد ثم التسريب… استراتيجية خطيرة”

وفي أول تعليق لقيادي بارز، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت انتقادات لاذعة لنتنياهو، قائلاً: “نتنياهو يعتمد على مبدأ التهديد المستمر، ثم يسرب نواياه قبل التنفيذ. هذا نهج خطير قد ينفجر في وجوهنا، ولن نحظى بفرصة مماثلة مرة أخرى”.

من جانبه، أعرب زعيم المعارضة يائير لابيد عن خيبة أمله قائلاً: “في أكتوبر الماضي، اقترحت استهداف حقول النفط الإيرانية، إذ كان تدمير هذه المنشآت كفيلاً بإنهاء الاقتصاد الإيراني، ومن ثم إسقاط النظام، لكن نتنياهو تراجع خوفًا، وأوقف العملية”.

تقرير أمريكي: الهجوم على إيران كان وشيكًا وبدعم من واشنطن

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إسرائيل كانت على وشك تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية بدعم أمريكي. وأشارت الصحيفة إلى أن الضربة كانت مقررة خلال الشهر المقبل، وكانت تهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة لا تقل عن عام.

وبحسب التقرير، فإن الخطة الإسرائيلية تضمنت تنفيذ غارات جوية مكثفة، تعقبها عملية ميدانية تنفذها قوات كوماندوز خاصة، بهدف التسلل إلى قلب المواقع النووية الإيرانية وزرع متفجرات موجهة بدقة لتدميرها بالكامل.

ترامب تراجع عن الخطة بعد انقسام داخل إدارته

ورغم الجاهزية لتنفيذ الضربة، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تراجع عن دعم الخطة، نتيجة انقسام حاد داخل إدارته بين مؤيد للتصعيد ومعارض يرى ضرورة إعطاء فرصة للمفاوضات مع طهران.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن ترامب اختار تأجيل التحرك العسكري لصالح فتح باب الحوار الدبلوماسي، معتبرًا أن الهجوم كان من شأنه أن يُفجّر الوضع الإقليمي برمّته.

“رسالة لإيران”: التحذير من مصير كان قاب قوسين

من جهتها، وصفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تسريب هذه المعلومات بأنه “رسالة مباشرة إلى طهران”، مفادها أن البرنامج النووي الإيراني كاد أن يُقضى عليه، وأن هذا السيناريو لا يزال مطروحًا في حال فشل المفاوضات النووية الجارية.

وأضافت الصحيفة: “الإفصاح عن خطة الهجوم ليس مجرد تسريب، بل تحذير استراتيجي موجه للمرشد الإيراني الأعلى، بأن إسرائيل ما زالت تمتلك القدرة والإرادة لشن هجوم في أي لحظة إذا دعت الحاجة”.

تصعيد إعلامي أم تمهيد لواقع عسكري جديد؟

تعكس هذه التسريبات والاتهامات المتبادلة داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية هشاشة الوضع الأمني، وتعقيد الحسابات الاستراتيجية في ظل الصراع الطويل مع إيران. كما تثير تساؤلات جوهرية حول قدرة إسرائيل على الحفاظ على سرية خططها العسكرية، وتأثير ذلك على مصداقيتها أمام الحلفاء، لا سيما الولايات المتحدة.

وفي ظل تصاعد التوتر الإقليمي والتعثر في مفاوضات الملف النووي، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر حساسية، حيث قد يكون التسريب رسالة سياسية محسوبة، أو إشارة إلى تصعيد قادم يصعب احتواؤه.

تعليقات
Loading...