ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الأميركية على ميناء رأس عيسى اليمني إلى 58 قتيلاً و126 مصاباً
غارات جوية أميركية تستهدف منشأة نفطية حيوية وتثير موجة إدانات إقليمية
أعلنت وسائل إعلام يمنية تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) عن ارتفاع عدد ضحايا الغارات الجوية الأميركية التي استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي على الساحل الغربي لليمن، إلى 58 قتيلاً، بالإضافة إلى 126 مصاباً، بعضهم في حالة حرجة.
وذكرت قناة المسيرة، الناطقة باسم الحوثيين، أن الضربات الجوية التي نُفذت مؤخراً على منشأة حيوية على البحر الأحمر، تمثل واحدة من أعنف العمليات العسكرية الأميركية في اليمن منذ تصاعد التوترات الإقليمية في منتصف مارس الماضي.
القيادة المركزية الأميركية تؤكد الضربات وتتحفظ على إعلان الخسائر المدنية
أقرت القيادة المركزية للجيش الأميركي “سنتكوم” بتنفيذ الضربات، لكنها امتنعت عن تقديم أي تفاصيل بشأن عدد الضحايا، لا سيما من المدنيين، مما أثار تساؤلات حول مدى التزام واشنطن بقواعد الاشتباك والضوابط الإنسانية في النزاعات المسلحة.
ردود فعل دولية: إيران وحركة حماس تنددان بالقصف الأميركي
أثار هذا الهجوم ردود فعل غاضبة على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد أعربت وزارة الخارجية الإيرانية، على لسان المتحدث الرسمي إسماعيل بقائي، عن إدانتها الشديدة لما وصفته بـ”العدوان الأميركي السافر”، معتبرة أن الغارات تمثل انتهاكاً صريحاً لميثاق الأمم المتحدة وتندرج ضمن “جرائم الحرب والعدوان المستمر على الشعب اليمني”.
كما أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بياناً شديد اللهجة، أدانت فيه الغارات الأميركية، ووصفتها بأنها “جريمة حرب مكتملة الأركان” وانتهاك صارخ لسيادة اليمن، مشيرة إلى أن هذا العدوان يؤكد استمرار ما وصفته بـ”السياسات الأميركية العدوانية التي تستهدف الشعوب الحرة الرافضة للهيمنة الأميركية والصهيونية في المنطقة”.

خلفيات النزاع وتداعيات الضربة
تأتي هذه الغارات في سياق التصعيد الأميركي المتزايد في المنطقة، والذي تقول واشنطن إنه يستهدف تقويض قدرات الحوثيين على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. غير أن استهداف منشآت حيوية كميناء رأس عيسى قد يعمّق الأزمة الإنسانية في اليمن، خصوصاً أن الميناء يعد من المرافق الأساسية لنقل المشتقات النفطية وتوزيعها داخلياً.
كما تُثار مخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى زيادة التوتر الإقليمي وتعقيد جهود التهدئة السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، في وقت لا يزال فيه ملايين اليمنيين يعانون من ظروف إنسانية متدهورة بفعل الحرب المستمرة منذ سنوات.