أموريم يستلهم روح 1999: مانشستر يونايتد يصنع ريمونتادا تاريخية أمام ليون

0 2

شحنة من الإلهام وعودة درامية تهز “أولد ترافورد

في ليلة أوروبية لا تُنسى، قاد المدرب البرتغالي روبن أموريم فريق مانشستر يونايتد إلى نصف نهائي بطولة الدوري الأوروبي 2024/2025، بعد ريمونتادا أسطورية على حساب أولمبيك ليون الفرنسي، حيث انتهت مباراة الإياب بفوز “الشياطين الحُمر” بنتيجة 5-4 على ملعب “أولد ترافورد”، ليحسم الفريق التأهل بمجموع المباراتين 7-6.

وشهدت المباراة تقلبات درامية مذهلة، بعدما كان الفريق متأخرًا بثلاثة أهداف لهدف في الشوط الأول، ثم عاد ليسجل أهدافًا متتالية وسط أجواء مشتعلة في المدرجات، خصوصًا مع النقص العددي إثر طرد أحد لاعبيه.

روح 1999 تُلهم المدرب: “هنا لا شيء ينتهي قبل الصافرة”

وعقب اللقاء، كشف أموريم عن مصدر إلهامه لهذه العودة المذهلة، قائلًا:

“كنت أشاهد الفيلم الوثائقي عن مانشستر يونايتد عام 1999، الفريق الذي قلب تأخره أمام بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال. استحضرت تلك اللحظات في ذهني، وقلت للاعبين: هنا في مانشستر، لا شيء ينتهي حتى يطلق الحكم صافرة النهاية“.

وأضاف: “كنا متأخرين 4-2، نلعب بعشرة لاعبين، والكل اعتقد أن المباراة حُسمت، لكن هذا هو مانشستر يونايتد، حين تؤمن، كل شيء يصبح ممكنًا.”

تكتيك هجومي مفاجئ وتغييرات مصيرية

تحدث المدرب البرتغالي عن الجوانب التكتيكية التي غيرت مجرى المباراة:

“قررت الدفع بـ هاري ماغواير كمهاجم إضافي، نظرًا لتفوقه في الكرات الهوائية، كما أن كوبي ماينو، رغم تراجع سرعته بسبب الإصابة، ظل فعالًا في التحكم بالمساحات الضيقة”.

وعن اللحظة الفارقة، قال:

“بعد ركلة الجزاء التي سجلها برونو فرنانديز، شعرت أن لدينا فرصة حقيقية للعودة. لقد كانت شرارة الأمل، ثم تولّى الجمهور المهمة، بدعمٍ لا يُوصف”.

الجماهير تصنع الفارق: “الصوت الذي لن أنساه أبدًا”

امتدح أموريم جماهير مانشستر يونايتد بشكل خاص، مؤكدًا أنهم كانوا العامل الحاسم في قلب النتيجة، وقال:

“البعض يجمع القمصان والتذكارات، أما أنا، فأريد أن أحتفظ بذلك الصوت الذي ملأ الأجواء بعد الهدف الخامس. إنه أفضل صوت في العالم، لقد هز المدرجات والقلوب معًا.”

وعن المشهد الطريف الذي أثار حزنًا في داخله، أضاف بابتسامة:

“أشعر بالأسف تجاه من غادروا المدرجات عند الدقيقة 70 بسبب الازدحام المروري، لقد فوتوا لحظة تاريخية، لحظة لا تتكرر كثيرًا في كرة القدم.”

نحو نصف النهائي والطموح الأوروبي يتزايد

سيواجه مانشستر يونايتد نادي أتلتيك بلباو في نصف النهائي، وهو تحدٍ صعب لكنه غير مستحيل، بحسب ما أشار إليه أموريم:

“نعلم أن المهمة ليست سهلة، لكن لدينا روح قتالية نادرة. علينا الآن التوازن بين الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الأوروبي، والأولوية ستظل أوروبية. هناك لحظات تغير كل شيء في ذهن اللاعب، وهذه المباراة قد تكون نقطة تحوّل”.

كما شدد المدرب على ضرورة الانضباط الذهني وعدم الانسياق خلف الانتصار العاطفي، مشيرًا إلى أن الطريق نحو اللقب لا يزال طويلًا.


تحليل: هل يعيد أموريم أمجاد السير أليكس؟

ما فعله روبن أموريم في هذه المواجهة لا يمكن فصله عن الإرث التاريخي للنادي، فقد أحيا في ذاكرة المشجعين أعظم ليالي أولد ترافورد الأوروبية. شخصيته الهادئة، وقدرته على قراءة المباراة لحظة بلحظة، جعلت منه أكثر من مجرد مدرب؛ بل قائد ملهم يؤمن بأن “التاريخ لا يُكتب إلا في اللحظات المستحيلة”.

وإن استمر مانشستر يونايتد بهذا النفس، فإن لقب الدوري الأوروبي لن يكون بعيدًا، بل قد يكون خطوة في مسار عودة الفريق إلى مكانته الطبيعية بين كبار أوروبا.

تعليقات
Loading...