اجتماع سري بين رئيس الموساد ومبعوث ترامب قبل ساعات من مفاوضات إيران النووية
خلفية الاجتماع: تحركات إسرائيلية مكثفة قبل الجولة الثانية من المفاوضات
كشفت مصادر إعلامية مطلعة، أبرزها موقع “أكسيوس” الأميركي، عن اجتماع سري جرى في العاصمة الفرنسية باريس بين مسؤولين إسرائيليين بارزين ومبعوث الإدارة الأميركية للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وذلك قبل يوم واحد فقط من انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، والتي من المقرر عقدها في روما السبت المقبل.
وبحسب ما نقل الموقع عن ثلاثة مصادر إسرائيلية مطّلعة، فقد شارك في هذا الاجتماع كل من وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، دادي بارنيع، حيث ناقش الطرفان آخر التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني وسُبل التأثير على موقف واشنطن قبيل المحادثات.

المخاوف الإسرائيلية: تنازلات أميركية قد تزعزع الأمن الإقليمي
تحليل للموقف الإسرائيلي
يرى محللون أن تل أبيب تسعى عبر هذا اللقاء إلى التأثير المباشر على الموقف الأميركي في المفاوضات المرتقبة، في ظل مخاوف إسرائيلية متزايدة من احتمال تقديم واشنطن تنازلات استراتيجية لإيران، قد تؤثر سلباً على التوازن الأمني في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً في ما يتعلق بمسألة تخصيب اليورانيوم.
وقد وصف أحد المصادر المطلعة اللقاء بأنه “محاولة في اللحظة الأخيرة” لتزويد الوفد الأميركي بمعلومات استخباراتية قد تُعيد رسم أولويات التفاوض. إلا أن تفاصيل المعلومات التي تم تداولها في الاجتماع لا تزال طي الكتمان.
تحركات دبلوماسية متزامنة: ويتكوف يلتقي ماكرون وزعماء أوروبيين
بالتوازي مع اللقاء الإسرائيلي الأميركي، أجرى مبعوث إدارة ترامب ستيف ويتكوف سلسلة مشاورات دبلوماسية مع عدد من القادة الأوروبيين في باريس، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى من بريطانيا وألمانيا.
ورغم أن الاجتماع تركز أساسًا على سبل إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن الملف الإيراني احتل حيزًا هامًا من النقاشات، خصوصاً في ظل القلق الأوروبي المتزايد من احتمالات تصعيد نووي في حال فشل المحادثات.
موقف ترامب: نرغب في اتفاق دون الحاجة لحرب
تصريحات ترامب بشأن الخيار الدبلوماسي
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خلال حديثه للصحفيين يوم الخميس، أن إدارته “لا ترغب في خوض حرب مع إيران”، لكنه شدد على أن بلاده “لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية تحت أي ظرف”.
وأضاف ترامب قائلاً: “لسنا في عجلة من أمرنا لضرب المنشآت النووية الإيرانية. نعتقد أن إيران تريد التفاوض. لا نرغب في إيذاء أحد، لكن من غير المقبول أن تمتلك طهران قدرات نووية تهدد أمن العالم”.
تحركات إيرانية: عراقجي يصل إلى روما بعد لقاء بوتين
وفي المقابل، من المنتظر أن يصل نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة، للمشاركة في الجولة الثانية من المحادثات. وتأتي هذه الزيارة بعد لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حيث ناقشا آفاق التفاهم المحتمل مع الولايات المتحدة، وسُبل تعزيز الموقف الإيراني في المفاوضات.
صراع دبلوماسي في الكواليس بين الحذر والتصعيد
تعكس هذه التحركات الدبلوماسية المتسارعة حجم التوتر القائم في الكواليس بين القوى الكبرى بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني. فبينما تسعى واشنطن لحل الأزمة عبر الوسائل الدبلوماسية، تحاول إسرائيل توجيه بوصلة القرار الأميركي بعيدًا عن أي ليونة قد تراها تهديدًا استراتيجيًا لأمنها القومي.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تكثيفًا في اللقاءات والضغوط بين الأطراف المعنية، في محاولة لحسم المواقف قبل الوصول إلى مفترق طرق قد يعيد الملف النووي الإيراني إلى دائرة الصدام مجددًا.