طرابلس تشتعل من جديد: اشتباكات عنيفة وفرار سجناء يُربك المشهد الأمني
تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصعيدًا خطيرًا في وتيرة الاشتباكات المسلحة، لليلة الثانية على التوالي، بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وعناصر من جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب، ما يهدد بانزلاق المدينة إلى موجة جديدة من الفوضى الأمنية. التحذيرات المحلية والدولية تتعاظم وسط مخاوف متزايدة على أرواح المدنيين واستقرار البلاد الهش.
اشتباكات عنيفة ومشهد أمني متفجر
أفادت مصادر محلية وشهود عيان أن دوي إطلاق النار والانفجارات ظل يتردد في أنحاء مختلفة من طرابلس منذ منتصف ليل الثلاثاء، مع انتشار كثيف لقوات الردع في مناطق حساسة من العاصمة، أبرزها سوق الجمعة ومحيط مطار معيتيقة. هذا التصعيد المفاجئ أجبر السلطات على تحويل الرحلات الجوية من مطار معيتيقة الدولي إلى مطار مصراتة، بحسب بيانات منصات تتبع الرحلات.
الهلال الأحمر يرفع حالة الطوارئ
وفي ظل التصعيد الميداني، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي – فرع طرابلس – رفع حالة التأهب القصوى، داعية المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الأمنية وتوخي الحذر، في ظل الانفلات المتسارع الذي يهدد أرواح المدنيين والبنية التحتية.
فرار سجناء من سجن الجُديدة
وفي تطور يثير القلق، كشف جهاز الشرطة القضائية أن الاشتباكات التي اندلعت قرب سجن الجُديدة أدت إلى حالة من الفوضى العارمة داخل المؤسسة، مما تسبب في فرار عدد من السجناء، بينهم أشخاص محكوم عليهم بأحكام مشددة. ويعكس هذا الحادث هشاشة الوضع الأمني وخطورة تفاقم الفوضى.
الأمم المتحدة تحذر وتعرض الوساطة
من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “قلقها البالغ” إزاء استمرار العنف في الأحياء السكنية المكتظة، داعية إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. وأكدت البعثة في بيان رسمي أن استمرار القتال يُعرض المدنيين للخطر ويهدد الاستقرار الهش الذي تعيشه طرابلس، معربة عن استعدادها للتدخل وتقديم الدعم اللازم لتيسير جهود التهدئة والحوار السياسي.
مشهد ضبابي ومخاوف من الانفجار الشامل

وسط هذه الأجواء المشحونة، يبدو المشهد الليبي مهددًا بانهيار جديد للعملية السياسية التي لم تتعافَ بعد من انتكاسات السنوات الماضية. فعودة المواجهات المسلحة إلى قلب العاصمة تنذر بانهيار التفاهمات الهشة، وتعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي مزقت ليبيا في العقد الماضي.