تزعم إسرائيل أنها قتلت هاشم صفي الدين، الوريث المفترض لزعيم حزب الله القتيل حسن نصر الله، في غارة جوية في أوائل أكتوبر على جنوب بيروت.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن غاراته الجوية على ضاحية الضاحية أدت إلى مقتل صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، إلى جانب علي حسين هزيمة، رئيس استخبارات الجماعة، قبل ثلاثة أسابيع.
ولم يؤكد حزب الله أو ينفي الادعاء الإسرائيلي.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، بحسب رويترز: “لقد وصلنا إلى نصر الله وخليفته ومعظم كبار قادة حزب الله. سنصل إلى أي شخص يهدد أمن المدنيين في دولة إسرائيل“.
كما يزعم الإسرائيليون أنهم قتلوا ثلاثة من قادة حزب الله ونحو 70 مقاتلاً خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في جنوب لبنان.
ماذا نعرف عن هاشم صفي الدين؟
ولد صفي الدين في عائلة شيعية بارزة في جنوب لبنان عام 1964. وانضم إلى حزب الله في أيامه الأولى خلال الثمانينيات، وهي الفترة التي اتسمت بالحرب الأهلية اللبنانية وغزو إسرائيل للبلاد.
ارتقى صفي الدين بسرعة في صفوف حزب الله، واعترف بمهاراته القيادية وارتباطاته بالمجتمع الشيعي، وأصبح في نهاية المطاف شخصية محورية في المنظمة.
تم تصنيفه كإرهابي من قبل الولايات المتحدة في عام 2017.
بينما صنفت واشنطن حزب الله كمنظمة إرهابية بالكامل، أدرج الاتحاد الأوروبي جناحه المسلح فقط في القائمة السوداء.
وفي وقت سابق من شهر أكتوبر، نقلت إذاعة أوروبا الحرة عن ماثيو ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله: “باعتباره ابن عم نصر الله وخليفته المفترض منذ فترة طويلة، فمن المرجح أن يكون قادرًا على توحيد صفوف حزب الله حوله”.
ومع ذلك، أضاف أن صفي الدين “يفتقر إلى كاريزما نصر الله ويرث منظمة لا تعدو كونها ظلًا لما كانت عليه في السابق”.
وبصفته رئيسًا للمجلس التنفيذي، أدار صفي الدين الشؤون المالية والإدارية لحزب الله. كما أشرف على العمليات العسكرية كعضو في مجلس الجهاد.
وقد لعب دورا أكثر وضوحا داخل المنظمة في السنوات الأخيرة، حيث تحدث في الجنازات والمناسبات العامة بدلا من نصر الله، الذي بقي في الظل بسبب المخاطر الأمنية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان يوم الثلاثاء: “على مر السنين، وجه صفي الدين هجمات إرهابية ضد دولة إسرائيل وشارك في عمليات صنع القرار المركزية لحزب الله”.
لم تقدم إسرائيل بعد أي دليل يؤكد مقتل صفي الدين.
امتنع حزب الله عن التعليق على وضع صفي الدين منذ الغارات الجوية. كما لم يرد على مزاعم إسرائيل.
صفي الدين، مثل ابن عمه نصر الله، ارتدى عمامة سوداء، ترمز إلى مكانته كرجل دين شيعي محترم، كلما ظهر في الأماكن العامة.
تلقى صفي الدين تعليمه في مدينة قم الشيعية المقدسة في إيران، حيث يعمل شقيقه الآن ممثلاً لحزب الله.
يقال إن نجل صفي الدين متزوج من ابنة قاسم سليماني، الجنرال الإيراني الذي ورد أنه لعب دورًا رئيسيًا في هزيمة داعش في العراق وسوريا والذي اغتيل على يد الجيش الأمريكي في عام 2020.
لقد امتد تورط صفي الدين في حزب الله إلى ما هو أبعد من لبنان. فقد سمح له منصبه في مجلس الجهاد بالإشراف على العمليات العسكرية للحزب خلال الحرب الأهلية السورية، والتي دعم فيها حكومة الرئيس بشار الأسد.
إذا تم تأكيد وفاته، فسوف يمثل ذلك انتكاسة كبيرة أخرى لحزب الله بعد اغتيال نصر الله الشهر الماضي.