نيران طبيعية مازالت مشتعلة من زمن بعيد ولم تنطفئ
تدهشنا الطبيعة في كل مرة نتغوّل في مكنوناتها وحقائقها. من بينها نيران طبيعية نشأت وظلّت مشتعلة حتى يومنا هذا بدون سبب واضح ومعروف!
فقد اتّضح أن بعض الحرائق والنيران اشتعلت منذ آلاف السنين ومازالت مستمرة بالاستعار، بغض النظر عن العوامل الطبيعية الأخرى كهبوب العواصف أو هطول الأمطار التي لم تؤثر على شدة توهجها!
يتطلب الحريق ثلاثة مصادر للبقاء على قيد الاشتعال: الأكسجين والوقود ومصدر الحرارة. إذا لم تنفد هذه الأشياء الثلاثة، فقد يكون من الممكن نظريًا اشتعال النار إلى الأبد.
بعض هذه النيران نجدها في حرائق الغابات طويلة الأمد، حيث تعمل الغابات الشاسعة كمصادر غير محدودة للوقود، مما يجعل من المستحيل عمليًا إخماد هذه الحرائق.
هنا، نلقي نظرة على عدد قليل من هذه الحرائق التي أصبحت تلعب دورًا رئيسيًا في التاريخ الثقافي الطبيعي والديني للشعوب، وتعتبر أيضًا مصادر جذب سياحي شهيرة!
نيران طبيعية مشتعلة منذ آلاف السنين لأسباب غير معروفة
نيران ينار داج جبل النار أذربيجان
اكتسبت أذربيجان لقب أرض النار على مر السنين بسبب الحرائق العفوية التي يمكن أن تظهر في أماكن مختلفة عبر جبالها وبحارها حتى شعار الدولة يتميز بألسنة اللهب الحمراء في المنتصف.
من المعروف أيضًا أن أذربيجان هي مسقط رأس الزرادشتية، وهي واحدة من أقدم الديانات في العالم، وتتمحور حول الإيمان المقدس بالنار.
بغض النظر عن كون هذه الحرائق الطبيعية عنصر من عناصر الدهشة، فإن ظاهرة هذه الحرائق الطبيعية تحدث بسبب وفرة احتياطيات الغاز في البلاد.
تشتعل معظم هذه الحرائق في نهاية المطاف بسبب استنفاد هذه الموارد والتحولات التكتونية، لكن الحريق في ينار داج هو أحد أعظم النيران الطبيعية التي لا تزال مشتعلة حتى يومنا هذا. تستمر ألسنة اللهب في الاشتعال حتى في فصل الشتاء، حيث لا يصل الثلج إلى الأرض أبدًا.
تم الاستشهاد بأول سجل معروف لوجودها في رحلات ماركو بولو في القرن الثالث عشر عندما زار مدينة باكو. ظلت هذه النار مشتعلة منذ ذلك الحين وتشكل جدارًا من النار على طول حافة الجبل. وهي الآن منطقة جذب سياحي ذات تصنيف عالي وتحميها محمية الدولة التاريخية والثقافية والطبيعية.
الجبل المشتعل أستراليا
يوجد في شرق أستراليا وفرة في المكونات اللازمة لاستمرار الحرائق: يأتي الوقود في شكل نباتات جافة بشكل مفرط بسبب الظروف الجوية في حين أن مصدر الحرارة عادة ما يكون البرق أو الأسباب البشرية.
على الرغم من أن معظم مناطق أستراليا تشهد مثل هذه الحرائق إلا أن السواحل الشرقية والجنوبية حيث يقيم معظم السكان تشتهر بأكبر عدد من الحرائق في البلاد.
أشهر هذه الحرائق هي واحدة من أطول الحرائق التي اشتعلت في العالم، والتي أضاءت منذ 6000 عام، تحت طبقة الفحم في جبل وينجن، وهو تل في نيو ساوث ويلز.
كلمة Wingen نفسها مشتقة من اللغة الأم لقبيلة Wonnarua من السكان الأصليين وتعني النار .
السبب الدقيق للحريق غير معروف، لكن العلماء يقترحون أنه قد يكون بسبب صاعقة على خط اللحام. لا تحتوي هذه الأنواع من الفحم على ألسنة لهب مثل النار المعتادة، ولكنها تتوهج بالحرارة عند درجة حرارة تزيد عن ألف درجة مئوية، على عمق 30 مترًا تحت السطح، كما توجد فتحات في السطح تسمح بدخول الدخان ورائحة الكبريت.
العمر الدقيق للنار غير معروف، لكن 6000 سنة تعتبر احتمالية منخفضة. من المحتمل أنه كان يحترق منذ مائة ألف عام أو أكثر، ويمكن أن يستمر في الاحتراق لآلاف أخرى.
التلال الدخانية كندا
وُصفت هذه التلال التي تغطي الساحل في القطب الشمالي الكندي بأنها ذات مظهر جهنمي في المظهر لسبب وجيه.
على الرغم من أن المنطقة غير معروفة إلى حد كبير إلا أن هذه النيران مشتعلة منذ ما يقرب من 7000 إلى 10000 عام وقد تم ذكرها في أساطير تاريخ الإنوفالويت الذين اعتقدوا أن دخان هذه الحرائق ارتفع من نيران المخيمات للأشخاص الذين عاشوا في الأرض.
قام المستكشف الأيرلندي روبرت مكلور برؤية هذا الدخان لأول مرة خلال رحلة فرانكلين.
يقال إنه أحضر عينة من أحد المعادن النادرة التي عثر عليها هناك، لكن كان المعدن حارًا لدرجة أنه أحدث ثقبًا في مكتبه.
مظهر هذا المكان يجعله يبدو أكثر ترويعًا.
الجبل محاط بمنطقة القطب الشمالي النائية تندرا، وهي منطقة لم يمسها البشر في الغالب، لكن حجم التلال يمثل تناقضًا صارخًا.
فالأرض سوداء ومغطاة بالطين العميق، الذي يطلق رائحة قوية من غاز كبريتيد الهيدروجين ويتصاعد الدخان من الفتحات.
الهواء في المنطقة شديد السمية لدرجة أن الدخول بدون أدوات واقية يمكن أن يحرق عينيك أو حلقك، وقد يقتلك إذا اقتربت أكثر من اللازم! حتى الأحذية ستبدأ في الذوبان إذا قضيت وقتًا طويلاً على هذه الأرض المتقلبة.