الذهب يقترب من حاجز 3400 دولار للأونصة: صعود تاريخي وسط اضطرابات اقتصادية عالمية
المستثمرون يتدافعون نحو الملاذات الآمنة في ظل تراجع الدولار ومخاوف الركود
سجّل سعر الذهب العالمي قفزة قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الإثنين المبكرة، ليقترب من كسر حاجز 3400 دولار للأونصة، وسط إقبال متزايد من المستثمرين على الأصول الآمنة، بفعل تصاعد المخاوف بشأن ركود اقتصادي عالمي وتدهور قيمة الدولار الأمريكي، في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين.
تحديث مباشر لأسعار الذهب
الذهب يواصل مساره الصاعد مدفوعًا بانخفاض الدولار
بحلول الساعة 07:03 صباحًا بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.6%، ليصل إلى 3382 دولارًا للأونصة، محققًا أعلى مستوى له على الإطلاق في تاريخه الحديث. في الوقت ذاته، قفزت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بأكثر من 2% لتسجل 3395 دولارًا، بحسب ما أوردته وكالة “رويترز”.
ويأتي هذا الارتفاع المدفوع بشكل رئيسي بانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات، الأمر الذي يجعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، ويزيد من الإقبال على المعدن الأصفر باعتباره أحد أبرز أدوات التحوط ضد المخاطر.

العوامل المحركة لارتفاع الذهب
الحرب التجارية الأمريكية الصينية تلقي بظلالها على الأسواق
تتصاعد المخاوف بشأن ركود عالمي نتيجة استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم. وقد انعكس هذا التوتر في حركة الأسواق العالمية، مع توجّه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن يعوّض التراجع في قيمة الأصول الأخرى.
ومن أبرز التطورات التي أثارت القلق في الأسواق:
- عودة طائرة بوينغ 737 ماكس كانت مخصصة لشركة طيران صينية إلى الأراضي الأمريكية، في مؤشر على تصعيد التوتر التجاري.
- أمر رئاسي أمريكي جديد من الرئيس السابق دونالد ترامب بإجراء تحقيق حول إمكانية فرض رسوم جمركية على واردات المعادن الأساسية، مما يُهدد بتوسيع نطاق النزاع التجاري.
الذهب والتحوط من التضخم
منذ بداية العام، ارتفع سعر الذهب بأكثر من 27%، ما يعكس دوره المتنامي كوسيلة موثوقة للتحوط من التضخم وانخفاض القوة الشرائية للعملات، خاصة في ظل السياسة النقدية التوسعية التي تنتهجها البنوك المركزية الكبرى حول العالم، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تحليل سوق المعادن النفيسة
أداء الفضة والبلاتين والبلاديوم في ظل تقلبات السوق
لم يكن الذهب وحده من استفاد من هذه التغيرات، فقد شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة خلال تداولات اليوم:
- ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% في المعاملات الفورية لتصل إلى 32.63 دولارًا للأونصة.
- صعد البلاتين بنسبة 0.2% ليسجل 969.20 دولارًا.
- في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 959.20 دولارًا، في ظل ضعف الطلب الصناعي النسبي عليه مقارنة بالذهب والفضة.
تأثير الدولار الضعيف على الذهب
العملة الأمريكية تحت الضغط: محفّز إضافي لأسعار الذهب
سجل مؤشر الدولار الأمريكي أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، متأثراً بسلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة والمخاوف من تصاعد الركود.
هذا التراجع في قيمة الدولار يُعزز تلقائياً الطلب على الذهب، حيث يصبح أرخص لحاملي العملات الأخرى، ويزيد من جاذبيته كأصل تحفظي.
مستقبل الذهب في ظل الظروف العالمية الراهنة
هل يكسر الذهب حاجز 3400 دولار قريباً؟
مع تزايد العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تدفع المستثمرين نحو الذهب، يرى بعض المحللين أن السعر قد يتجاوز حاجز 3400 دولار قريباً إذا استمرت حالة عدم اليقين. ومن بين أبرز العوامل التي قد تدفع بالسعر إلى المزيد من الارتفاع:
- استمرار تراجع الدولار الأمريكي.
- تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية.
- مخاوف من عودة التضخم المفرط في الاقتصادات الكبرى.
- تدفق السيولة نحو الأصول الآمنة في ظل ضعف سوق الأسهم.
الخلاصة: الذهب في عصر اللايقين
يشهد العالم حالياً مرحلة غير مسبوقة من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، تتجلى في ارتفاع معدلات التضخم، وتباطؤ النمو، وتصاعد التوترات بين القوى الكبرى. وفي هذا السياق، يبدو أن الذهب يستعيد دوره التاريخي كـ”ملاذ آمن”، ليس فقط كأصل مادي ثمين، بل كمرآة لقلق الأسواق العالمية ورغبتها في الحماية.
وبينما يترقب المستثمرون قرارات البنوك المركزية القادمة، وتطورات الحرب التجارية، تظل أعين العالم شاخصة نحو أسعار الذهب… فهل يكون كسر حاجز 3400 دولار مسألة وقت فقط؟