لماذا يصاب البعض بـ الفيلوفوبـيا أو الخوف من الارتباط ؟

فكرة الخوف من الارتباط أو فوبيا الحب لدى العديد من الأشخاص.

وعن تشخيص الفيلوفوبيا ، أو رهاب الارتباط العاطفي ، يعرّف الأخصائيون هذا الاضطراب بأنه: رعب يصيب الشخص من الوقوع في الحب، أو تكوين أي ارتباط به عواطف ومشاعر، ما يؤدي بالمصاب بهذه المشكلة إلى الانسحاب من أي علاقة أو التزام عاطفي، وهو السؤال الذي يلح على كثير من الفتيات، لماذا لا يريد الارتباط بي؟.

وقالت آية: “الارتباط معنى واسع ولكن داخله معانِ منها الالتزام، ومثلا في العشرينات تتخوف من خوف شبه المرحلة للمعنى الواسع من الكلمة، وأيضا تخشى على حريتك وإنك بقيت معترف إن عندك شيء من الأنانية تتعامل بها مع نفسك.. الخوف أيضا من المجهول، قلقان إنك تنجب أطفال لأنك أصبحت مدركا لأبعاد لم تكن مدركها في العشرينات، وهؤلاء الناس حكايتهم إيه؟ وسنتحدث عن قانون الموقف”.

وأضافت: روبرت جرين في كتابه (قوانين الطبيعة البشرية) تحدث عن قانون الموقف، يفسر لك في نهاية الأمر لماذا لديك خوف من الارتباط، ويقول الإنسان مع تقدم العمر تحدث له تراكم خيبات الأمل وأي حاجة تشعرك بالمظلومية وأنك ضحية شعور يبسط، وعلى عينه فيه عدسة تشكل رؤيته للعالم وهي نتاج كل ما تعرض في حياته، وهي في النهاية تشكل الموقف أو رغبته في الحياة وكله قادم من تراكن وتفاصيلك من تربيتك طوال سنينك، وموقف يكون ضي ومحدود أو واع وتوسعي، وما يهمنا هما أصحاب الموقف الضيق ويروحوا لنظرية سكن تسلم وعدم الارتباط أو الإقدام على أي خطوات ويجلسون في المنطق الأمنة، ومفيش حاجة بها يقين بنسبة 100%، وهؤلاء يحبون يأمنوا أنفسهم ويقولون كل اللي ارتبطوا تعبوا وأكيد سأتعب مثلهم، ولكي يظلوا في هذا المكان الأمن من وجهة نظرهم يقللوا حجم الحاجات التي تختبر في الحياة، وبعد فترة لا تجد له تجارب في الحياة يحكيها لك”.

وتابعت: “وروبرت جرين قال إن منطقهم اللي لازم نستوعبوه إن هذا الشخص هو شخص قلق، وفيه أيضا الخائف الضعيف الذي يشعر أنه غير جدير يتعرف على أحد وغير قادر على إبهار أحد أيضا، والقلقان يسعى للكمال والحاجات التي تأتي مضبوطة جدا ومفيش حاجة تخرج عن السيستم اللي مظبطه لنفسه، وهناك نوع آخر اللي كلمة السر عنده الهروب”.

فريد الأطرش

وتطرقت آية للحديث عن أحد أشهر الفنانين الذين عانوا من الخوف من الارتباط، وهو الفنان الراحل فريد الأطرش، قائلة: “الأطرش قيل عنه إنه شخص مرهف الحس جدا وقوي لأبعد الحدود وهو مطرب الناس اللي عانوا بقصص حب لم تنته بالنجاح، وكان يرد على هذه الجملة أنه غنى حاجات مبهجة كثيرة، وفي حالته وظف طباعه إنه يسمع أجمل أغان وألحان، ولكن دفع ثمن إنه يعيش آلام نفسية متعددة، وأهله جاؤوا من سوريا لاجئين سياسيين وهو من عائلة عريقة في سوريا وكلهم أمراء، وأثناء الثورة أخذته هو وأخواته سنة 1920 عن طفل عنده 7 سنين وجد الظروف تتغير ويشتغل لكي يصرف على عائلته، وهو يقول في مذكراته إن جنسيته مزودة مصري لبناني سوري، ويعتبر هويته الحقيقية فنه الممتد في كل الأرجاء”.

وأردفت: “بدأ حياته في أعمال تجارية بسطية لكي يصرف على البيت حتى عمل في كازينو بديعة مصابني، وأصبح فريد الأطرش وكان هناك تساؤل دائم له لماذا لم يتزوج، وقال إنه كان يتمنى أن يتزوج ويكون له أسرة، ولكنه قال صراحة أنا ليس لدي عندي مشكلة جلية مع المرأة ولكن لن أتزوج من الوسط الفني أني أريد زوجتي تكون متفرغة لي، وقال إنه صادق 5 سيدات في حياته مشاعره تحركت تجاهم بشكل قوي ولكنه لم يصرح لهم، وقال بالنص خايف لو قلت ما أطلعش بحاجة أو أترفض، وهو تعرض لأزمة صحية كبيرة خاصة بالقلب، وحكى في مرة إنه أحضر صورة لبنت لطيفة شاهدها في مجلة وقال إنه يريد الزواج بها، وراحوا لكي يتقدموا لها اكتشف أنها مخطوبة والناس طلبوا منه يأتي يغني في خطوبتها، ومذكراته تتكرر بها كلمة آلام وجراح”.

المصدر

الفيلوفوبيارهاب الارتباط العاطفيروبرت جرينسورياقوانين الطبيعة البشرية
Comments (0)
Add Comment