عودة مفاجئة تثير الجدل داخل القلعة البيضاء
في خطوة غير متوقعة، عاد النجم أحمد سيد “زيزو” إلى مقر نادي الزمالك في ميت عقبة بمحافظة الجيزة، الإثنين، للمرة الأولى منذ قرابة شهر، بعد فترة غياب شابتها الكثير من الأحاديث والشائعات حول مستقبله. هذه العودة المفاجئة أثارت تساؤلات عدّة داخل أروقة النادي وخارجه، خاصة بعد ما تردد من أنباء عن توقيعه للنادي الأهلي، الخصم التقليدي للزمالك.
زيزو الذي يُعتبر من الأعمدة الأساسية للفريق، خاض مرانًا فرديًا كاملًا داخل مقر النادي، كخطوة أولى ضمن برنامج تأهيلي أعدّه الجهاز الفني خصيصًا له بعد غيابه المطوّل عن التدريبات والمباريات.
أزمة متفاقمة.. البداية والنهاية المؤقتة
غياب زيزو لم يكن وليد لحظة، بل جاء بعد سلسلة من الأزمات المتراكمة بين اللاعب وإدارة الزمالك. تعود القصة إلى أوائل أبريل الماضي، حين خاض اللاعب آخر مران له مع الفريق قبل مواجهة نادي ستيلينبوش الجنوب إفريقي، وهي المباراة التي لم يشارك فيها. بعدها، اختفى زيزو عن الأنظار، ولم يعد إلى التدريبات، ما دفع إدارة الزمالك إلى إصدار بيان رسمي أعلنت فيه “نهاية العلاقة” مع اللاعب، بعد أن وصلت المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تطوّر إلى خطوات قانونية، إذ قام زيزو بتحرير محضر رسمي ضد نادي الزمالك، متهمًا الإدارة بعدم توفير الأمان له. هذه الخطوة وضعت علامات استفهام عديدة حول مستقبل اللاعب مع القلعة البيضاء، وأثارت مخاوف الجماهير من خسارة أحد أبرز نجوم الفريق.
هل وقّع زيزو للأهلي؟ التساؤل الذي يشغل الجميع
من أبرز الشائعات التي طفت على السطح خلال فترة غياب زيزو، كانت تلك التي تؤكد توقيعه للنادي الأهلي، خاصة أن عقده مع الزمالك ينتهي بنهاية الموسم الحالي، ما يتيح له الانتقال الحر لأي نادٍ دون الرجوع لإدارة ناديه. ومع رفض اللاعب وإدارة الأهلي التعليق بشكل مباشر على هذه الأنباء، ظلت الجماهير حائرة، لا تعرف حقيقة ما يجري في الكواليس.
العودة المفاجئة لزيزو إلى مران الزمالك أعادت هذه التساؤلات إلى الواجهة: هل قرر اللاعب التراجع عن فكرة الرحيل والعودة إلى الفريق من جديد؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه محاولة أخيرة لإنهاء الموسم بشكل مهني دون أي صدامات إضافية؟
عودة رياضية أم سياسية؟ قراءة في توقيت الظهور
اختيار زيزو العودة قبل مباراة الزمالك أمام البنك الأهلي، والتي لن يشارك فيها، يفتح الباب أمام تأويلات متعددة. البعض يرى أن اللاعب عاد لإظهار التزامه الاحترافي، ومحاولة إنهاء العلاقة مع النادي بطريقة تحفظ ماء الوجه، في حال قرر بالفعل الرحيل إلى نادٍ منافس.
بينما يرى آخرون أن العودة جاءت بعد تدخلات من وسطاء وشخصيات رياضية بارزة، سعوا إلى رأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها، خاصة أن رحيل نجم بحجم زيزو إلى الأهلي سيكون ضربة معنوية قوية لجماهير الزمالك.
برنامج تأهيلي خاص.. بداية جديدة أم استعداد للرحيل؟
خاض زيزو مرانًا فرديًا كاملًا بإشراف الطاقم الفني للفريق، وذلك بعد فترة من الغياب التام عن الأجواء الرياضية. وتم إعداد برنامج بدني خاص له لتجهيزه تدريجيًا، دون الزجّ به مباشرة في المنافسات. وتشير المصادر إلى أن الجهاز الفني فضّل إبعاده عن قائمة مباراة البنك الأهلي، بهدف منحه الوقت الكافي لاستعادة لياقته البدنية والذهنية.
الجدير بالذكر أن المران شهد التزامًا كاملاً من اللاعب، ما عكس رغبته – على الأقل مؤقتًا – في العودة إلى التدريبات وعدم التصعيد الإعلامي أو الجماهيري.
ردود الفعل: ترحيب حذر في أوساط الزمالك
عودة زيزو لقيت ترحيبًا حذرًا من بعض لاعبي الفريق والجهاز الفني، خاصة أن اللاعب يُعد من العناصر المؤثرة في الأداء الهجومي للزمالك. ومع ذلك، لا تزال الجماهير منقسمة بين من يراه خائنًا للنادي بسبب أنباء توقيعه للأهلي، وبين من يعتبره ضحية لإدارة لم تستطع الحفاظ على نجوم الفريق.
وفي هذا السياق، كتب أحد مشجعي الزمالك على مواقع التواصل: “لا يمكن إنكار موهبة زيزو، لكن احترام الكيان فوق كل شيء، وإذا قرر الرحيل للأهلي فهذا خنجر في قلب كل زملكاوي”.
مستقبل زيزو: غموض أم وضوح تدريجي؟
حتى الآن، لم يصدر أي تصريح رسمي من اللاعب أو إدارة الزمالك بشأن طبيعة العلاقة بعد عودته. هل هناك نية لتمديد العقد؟ هل سيتم تصعيد الأمر قانونيًا؟ أم أن الطرفين اتفقا على إنهاء الموسم بهدوء قبل اتخاذ القرار النهائي؟ هذه الأسئلة لا تزال بدون إجابة، لكن المؤكد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل أحد أبرز لاعبي الزمالك في السنوات الأخيرة.
خلاصة: زيزو بين خيار البقاء وشبح الرحيل
عودة زيزو إلى الزمالك قد تكون بداية لطي صفحة أزمة كادت تنفجر، لكنها أيضًا قد تكون مجرد هدنة مؤقتة قبل الإعلان عن صفقة كبرى في انتقالات الصيف. وبين هذا وذاك، يبقى أحمد سيد زيزو لاعبًا مثيرًا للجدل، محبوبًا من الجماهير، ومصدر قلق دائم لإدارة الزمالك في حال لم تُحسن التعامل مع ملف تجديد عقده.
هل سيبقى زيزو ليقود الزمالك في المواسم القادمة؟ أم أن اسمه سيكون العنوان العريض لأكبر انتقال في الدوري المصري خلال الصيف المقبل؟
الأيام وحدها ستجيب.