فاجعة في مدينة فاس: انهيار مبنى سكني يودي بحياة عدد من السكان

شهدت مدينة فاس المغربية ليلة الخميس/الجمعة مأساة إنسانية مؤلمة، إثر انهيار مبنى سكني يتكون من أربعة طوابق في حي الحسني الشعبي، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وسط جهود مكثفة من فرق الإنقاذ والسلطات المحلية لمحاولة العثور على ناجين تحت الأنقاض.

تفاصيل الحادث: انهيار مفاجئ يهز الحي

وفقًا للمعلومات الأولية التي أوردتها المديرية الجهوية للصحة في مدينة فاس، فإن الحصيلة المؤقتة تشير إلى وفاة أربعة أشخاص على الأقل، إضافة إلى إصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم طفل صغير. إلا أن مصادر محلية، من ضمنها وسائل إعلامية وشهود عيان، أكدت لاحقًا أن عدد الضحايا ارتفع إلى ثمانية قتلى، مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.

الركام يخفي مزيدًا من الضحايا المحتملين

ما زالت فرق الوقاية المدنية تواصل عملياتها لرفع الأنقاض باستخدام معدات متطورة وكلاب مدربة على الكشف عن الأحياء، وسط ترقب وقلق كبيرين من طرف سكان الحي وذوي المفقودين. وتعمل السلطات بشكل مكثف على تسريع وتيرة التدخل، رغم تعقيد الظروف الميدانية وضيق المسالك داخل المنطقة المتضررة.

أسباب الانهيار: تساؤلات تبحث عن إجابات

حتى اللحظة، لم تُصدر السلطات المغربية أي بيان رسمي يحدد الأسباب التقنية أو القانونية التي أدت إلى انهيار المبنى. غير أن بعض المعطيات الأولية تشير إلى احتمال وجود خلل في البنية التحتية أو غياب الصيانة الدورية للمبنى، الذي يرجّح أنه قديم ومتهالك، وفقًا لما أكده بعض السكان المجاورين.

إهمال في الرقابة أم خلل هندسي؟

يرى مختصون في مجال البناء أن الحوادث المشابهة عادةً ما تعود إلى غياب المراقبة الدورية للمباني القديمة، أو إلى مخالفات في معايير التشييد وعدم احترام كود البناء المعتمد في المملكة. كما يُطرح سؤال ملحّ حول ما إذا كانت الجهات المعنية قد تلقت بلاغات سابقة بشأن وجود تصدعات أو مؤشرات خطر في المبنى قبل وقوع الكارثة.

ردود فعل المجتمع المحلي: الحزن والغضب

خيّم الحزن على حي الحسني وسادت أجواء من الذهول والغضب بين السكان الذين عبّروا عن استيائهم من التأخر في الكشف عن حجم الخطر الذي شكّله المبنى المنهار. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة تعاطف كبيرة مع الضحايا، إلى جانب دعوات بفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات وتفادي تكرار مثل هذه الفواجع.

شهادات من عين المكان

قال أحد الجيران، في تصريح لإحدى الإذاعات المحلية: “سمعنا دويًا قويًا في منتصف الليل، وعندما خرجنا، وجدنا المبنى قد انهار بالكامل. لم نكن نصدق أعيننا، هناك عائلات بأكملها تحت الأنقاض”.

الإجراءات المرتقبة: هل نشهد تحركًا رسميًا؟

في ظل تنامي المخاوف من احتمال انهيارات مشابهة في مناطق أخرى، خصوصًا في الأحياء القديمة والعشوائية، يطالب المواطنون بضرورة تنفيذ عمليات فحص شاملة لكل المباني المهددة بالانهيار، وتفعيل خطط الإجلاء الوقائي عند الضرورة.

تجارب سابقة تكرّرت دون حلول جذرية

تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الانهيارات التي شهدتها مدن مغربية خلال السنوات الأخيرة، دون أن تُتخذ خطوات استراتيجية صارمة لمعالجة جذور المشكلة. ويخشى المتابعون أن يظل الحادث مجرد رقم يُضاف إلى قائمة الأزمات السكنية في البلاد، ما لم يكن هناك تحرك حكومي فعلي.

خاتمة: ضرورة المراجعة العاجلة لواقع السكن الحضري

تشير كارثة فاس إلى الحاجة الملحة لوضع استراتيجية وطنية لإعادة تأهيل الأحياء القديمة وتحديث البنية التحتية الحضرية. فحياة المواطنين لا ينبغي أن تكون رهينة مبانٍ متهالكة تهددهم في كل لحظة. والمطلوب اليوم هو تدخل سريع، مسؤول وشامل، يجمع بين الرقابة، التوعية، وتطبيق القانون، من أجل تجنيب المغاربة مآسي مشابهة مستقبلاً.

أخبار المغربفاجعة فاس
Comments (0)
Add Comment