هدوء حذر يسود أسواق ناقلات النفط وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

أسعار الشحن البحري مستقرة ومالكو السفن يترقّبون تطورات قد تغيّر المشهد سريعًا

تسود حالة من الهدوء الحذر بين كبار مشغلي ناقلات النفط البحرية في العالم، مع تصاعد التوترات في منطقة الخليج العربي، التي تُعد أحد أهم الممرات النفطية العالمية، في أعقاب تحذيرات أصدرتها القوات البحرية من مخاطر متزايدة تهدد الملاحة التجارية.

وأشارت مصادر في أربع من أكبر شركات الشحن البحري، والتي تنقل مجتمعة نحو 300 مليون برميل من النفط والوقود، إلى أن أسعار الشحن لم تشهد تغيراً يُذكر حتى الآن، رغم تنامي المخاوف من تصعيد عسكري محتمل بين إيران وإسرائيل.

وتزامنت هذه التحذيرات مع إعلان الولايات المتحدة سحب موظفين من سفارتها في بغداد، وتهديدات من طهران باستهداف قواعد أميركية في المنطقة، في حال حدوث هجوم يستهدف منشآتها النووية.

شركات الشحن تراقب الوضع وتتحضر لاحتمالات التصعيد

أكد المسؤولون في الشركات – الذين تحدّثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم – أن عملياتهم لا تزال مستمرة دون تغييرات جوهرية، لكنهم يراقبون الأوضاع الإقليمية عن كثب، مؤكدين أن أي تطور مفاجئ قد يؤدي إلى تعديل مسارات السفن أو حتى تعليق بعض الشحنات.

وفي هذا السياق، قال جاكوب لارسن، مدير السلامة والأمن في منظمة بيمكو (BIMCO)، وهي اتحاد دولي يمثل قطاع الشحن: “مالكو السفن يتابعون المشهد بتوجّس. في حال اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران وإسرائيل، فإن ذلك سيُشكل مصدر قلق بالغ للشحن البحري، خصوصًا في منطقة الخليج والمياه الإقليمية المجاورة”.

مضيق هرمز تحت المجهر مجددًا

أصدرت القوات البحرية البريطانية تحذيرًا جديدًا، الأربعاء، موجّهًا إلى شركات الملاحة، حذّرت فيه من تزايد المخاطر في مضيق هرمز، الممر البحري الاستراتيجي الذي يمر عبره نحو 25% من إمدادات النفط العالمية.

وجاء في بيان مركز المعلومات البحرية المشترك، المعني بالتنسيق بين السفن التجارية والعسكرية في المنطقة، أن “قرب بؤر التوتر من طرق الملاحة الرئيسية يُنذر باحتمال تصعيد سريع قد يؤثر مباشرة على حركة السفن”، مشددًا على أن “الوضع لا يزال هشًا ومتقلبًا بشكل كبير”.

أسواق النفط تتفاعل مع التوترات

في ظل هذه الأجواء، ارتفعت أسعار النفط العالمية بنسبة 5.9% في بورصة لندن، وسط مخاوف من أن أي صراع موسّع في المنطقة قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز فعليًا، ما من شأنه أن يعطل تدفقات الطاقة إلى الأسواق العالمية ويقود إلى قفزات جديدة في الأسعار.

وأكدت “بيمكو” أن أي صراع مسلح شامل بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، سيؤدي على الأرجح إلى شلل مؤقت في الملاحة عبر مضيق هرمز، ما ستكون له انعكاسات اقتصادية وأمنية واسعة النطاق.

BIMCOإسرائيلإيرانالخليجالشحن البحريالقوات البحريةالولايات المتحدةبيمكو
Comments (0)
Add Comment