يُعدّ وقت أذكار الصباح والمساء من الأمور التي يكثر حولها التساؤل بين المسلمين، ومن أبرز الأسئلة التي وردت في هذا السياق: هل يجوز ترديد أذكار الصباح بعد شروق الشمس؟ ومتى يبدأ وينتهي وقتها الشرعي؟
الفرق بين النهار والصباح والمساء
أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، عن هذا التساؤل خلال أحد دروس العلم، موضحًا أن هناك فرقًا بين مفهومي النهار والصباح، وكذلك بين الليل والمساء.
وأكد أن:
الصباح يبدأ من أذان الفجر وينتهي عند أذان الظهر، حيث يبدأ بعده ما يُطلق عليه “المساء”.
أما النهار فيمتد من الفجر إلى غروب الشمس.
والليل يبدأ من الغروب حتى الفجر.
وبناء على هذا التقسيم، فإن أذكار الصباح تُقال من الفجر وحتى الظهر، بينما تُقال أذكار المساء من الظهر وحتى الفجر التالي.
رأي دار الإفتاء: متى يبدأ وقت أذكار الصباح؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، حول مدى جواز قراءة أذكار الصباح بعد شروق الشمس.
وأجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلًا:
“يبدأ وقت أذكار الصباح من منتصف الليل ويستمر حتى زوال الشمس (أي أذان الظهر)، إلا أن أفضل وقت لها يكون بعد صلاة الفجر مباشرة وحتى طلوع الشمس.”
وأكد ممدوح أنه يجوز قراءة أذكار الصباح بعد الشروق، مادام ذلك في إطار الوقت الشرعي المحدد لها، والذي ينتهي بزوال الشمس.
هل تُقضى أذكار الصباح والمساء إذا فاتت؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه يُستحب قضاء أذكار الصباح أو المساء إذا فاتت عن وقتها، وذلك لتحصيل بركتها وأثرها، وإن كان الأفضل قراءتها في وقتها المحدد.
ونقلت الدار قول الإمام النووي في كتابه “الأذكار”:
“ينبغي لمن كانت له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار، أو عقب صلاة، أو حالة من الأحوال ففاتته؛ أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها، ولا يهملها؛ فإنه إذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، وإذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها.”
بركات أذكار الصباح والمساء
أذكار الصباح والمساء ليست مجرد كلمات تُردد، بل هي حصن حصين للمؤمن، تقيه الشرور وتمنحه الطمأنينة والسكينة، وتربطه بالله تعالى.
ومن الأذكار الواردة عن النبي ﷺ ما جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود، قال:
“كان رسول الله ﷺ إذا أمسى قال:
(أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، ربّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبَر، ربّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر).
وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: (أصبحنا وأصبح الملك لله…)”
ثمرات المداومة على الأذكار
من الآثار النافعة للمداومة على الأذكار أن العبد يظل في معية الله تعالى، ويصبح في حفظه ورعايته.
فمن داوم على ترديد هذه الأذكار إيمانًا واحتسابًا، نال بركتها، وكانت له درعًا واقية من الأذى والشرور، وسببًا في سكينة النفس وطمأنينة القلب.