أستراليا تمنع كاني ويست من دخول أراضيها بسبب أغنيته المثيرة للجدل “هاي هتلر”

0 2

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الإعلامية والفنية العالمية، أعلنت السلطات الأسترالية إلغاء تأشيرة دخول مغني الراب الأميركي الشهير كاني ويست بعد إصدار أغنيته الأخيرة المثيرة للجدل، التي تحمل عنوان هاي هتلر.

وقال وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك في تصريحات رسمية، الأربعاء، إن قرار إلغاء التأشيرة جاء بعد مراجعة شاملة للسلوكيات والتصريحات العلنية التي أدلى بها ويست، والتي بلغت ذروتها بإطلاق الأغنية، معتبرًا أنها “تروّج للنازية وتُعيد إحياء رموز الكراهية”.


أغنية تثير عاصفة من الانتقادات

وصدرت الأغنية في مايو الماضي، بعد سلسلة من المنشورات والتصريحات الصادمة التي نشرها ويست عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، والتي تضمنت عبارات أثارت موجة عارمة من الغضب مثل:

🔹 “أنا أحب هتلر.”
🔹 “أنا نازي.”

واعتبر كثير من المراقبين أن أغنيته الجديدة لم تكن مجرد “تعبير فني استفزازي”، بل امتدادٌ لموقف معادٍ للسامية طالما وُجهت لويست انتقادات بشأنه في السنوات الأخيرة.


تصريحات رسمية: “لا مكان للتعصب هنا”

وأوضح وزير الداخلية الأسترالي في حديث مع هيئة الإذاعة الأسترالية (ABC) أن السلطات أعادت النظر في سجله بالكامل، قائلًا:

“يزور كاني ويست أستراليا منذ فترة طويلة، فهو لديه أسرة هنا، إذ إن زوجته بيانكا سينسوري أسترالية الأصل، لكنه أدلى بالكثير من التعليقات المسيئة. بعد إصدار أغنية (هاي هتلر)، لم يعد لديه تأشيرة دخول صالحة.”

وشدد بيرك على أن القانون الأسترالي يمنح وزارة الداخلية الحق في رفض أو إلغاء التأشيرات للأشخاص الذين يُتوقع أن يمثلوا تهديدًا للنظام العام أو يروجوا للكراهية والتعصب، مضيفًا:

“لو كان الأمر مجرد تصريحات سابقة مزعجة، لما تأثرت تأشيرته، لكن إصدار الأغنية رفع مستوى الخطورة. المسؤولون بحثوا في الأمر من جديد وقالوا: إذا كنت تروّج علنًا للنازية، فلسنا بحاجة إلى هذا في أستراليا.”


قرار لم يأتِ من فراغ

تاريخ كاني ويست مع التصريحات المثيرة للجدل ليس جديدًا، فقد سبق أن واجه انتقادات واسعة بسبب تصريحاته المناهضة للسامية ودعمه الصريح لأفكار اعتبرها كثيرون متطرفة وخطيرة.

ويرى خبراء القانون في أستراليا أن قرار إلغاء التأشيرة يعتمد على عدة اعتبارات قانونية، من أبرزها:

✅ تقييم درجة الخطر الذي قد يشكله وجود الشخص في البلاد على الأمن العام والسلم الاجتماعي.
✅ دراسة الأثر المحتمل لخطابه على إثارة التعصب الديني أو العنصري.
✅ مدى تكرار السلوك المسيء وتطوّره إلى دعوات مباشرة للكراهية أو التمييز.

وفي حالة ويست، أشار الوزير بوضوح إلى أن إصدار الأغنية الأخيرة، بما تتضمنه من تمجيد للنازية، تجاوز ما يُعتبر حرية تعبير فنية.


حياة شخصية على صفيح ساخن

وكان ويست قد أثار، في السنوات الماضية، جدلًا واسعًا أيضًا بسبب حياته الشخصية المضطربة، خصوصًا بعد طلاقه من نجمة الواقع كيم كارداشيان، وعلاقته التي تطورت سريعًا مع بيانكا سينسوري، مهندسة التصميم الأسترالية الأصل.

تزوج الثنائي في احتفال خاص في الولايات المتحدة، وغالبًا ما سافرا إلى أستراليا لزيارة عائلتها أو قضاء العطلات. لكن، بعد القرار الجديد، قد يجد ويست نفسه غير قادر على دخول البلاد في المستقبل القريب، ما لم تتم مراجعة قرار إلغاء التأشيرة أو الطعن فيه قانونيًا.


خلفية قانونية للقرار

تمنح القوانين الأسترالية وزارة الداخلية سلطة تقديرية واسعة في منح أو سحب التأشيرات للأجانب، لا سيما حين يرتبط الأمر بمخاوف حول النظام العام أو مصلحة المجتمع.

وتسمح المادة 116 من قانون الهجرة الأسترالي بإلغاء تأشيرات دخول الأفراد إذا كان وجودهم يُعتبر “غير مناسب” بناءً على:

🔸 تهديد الأمن القومي.
🔸 الترويج للعنف والكراهية.
🔸 المساس بالعلاقات الدولية لأستراليا.
🔸 التأثير السلبي على تماسك المجتمع.

وبناء على تصريحات الوزير بيرك، فإن أغنية “هاي هتلر” مثّلت في نظر الحكومة الأسترالية تجاوزًا واضحًا لكل هذه الخطوط الحمراء.


انتقادات وتحذيرات

وعلى الرغم من موجة الانتقادات العالمية التي طالته بسبب المحتوى المعادي للسامية، حاول ويست مرارًا تبرير أقواله، معتبرًا أنها “آراء شخصية” أو “رسائل فنية”. إلا أن منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والجاليات اليهودية في أوروبا والولايات المتحدة وصفته بأنه “صوت خطير ينشر الكراهية ويمنحها شرعية زائفة عبر الفن والمشاهير”.

وفي أستراليا، دعت عدة جمعيات حقوقية ومؤسسات يهودية الحكومة لاتخاذ موقف صارم ضد أي محاولة للترويج للنازية أو التمييز العرقي، معتبرة أن السماح لشخصية مؤثرة ككاني ويست بدخول البلاد “يعطي رسالة سلبية”.


وزير الداخلية: لا نريد استيراد التعصب

وفي تصريح لافت ختم به الوزير الأسترالي حديثه مع الإعلام المحلي، قال:

“لدينا ما يكفي من المشاكل والتحديات في هذا البلد بالفعل، من دون تعمّد استيراد التعصب. لن نرحب بأي شخص يستخدم شهرته لنشر العداء والتفرقة.”


ماذا بعد؟

حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من كاني ويست أو فريقه القانوني على القرار. لكن بعض المصادر المقربة منه رجحت إمكانية الطعن في قرار إلغاء التأشيرة أمام المحاكم الأسترالية.

ويُعتقد أن الفريق القانوني للفنان سيحاول إثبات أن الأغنية تندرج تحت حرية التعبير الفني، وأنه لا توجد سوابق موثقة لإثارته أحداث عنف أو شغب خلال زياراته السابقة.

مع ذلك، يشير خبراء الهجرة إلى أن فرصة نجاح هذا الطعن محدودة، نظرًا للسوابق والتصريحات العلنية التي سجلها ويست على مر السنوات الأخيرة.


أصداء دولية

لاقى القرار الأسترالي أصداء واسعة بين الصحافة العالمية ورواد التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى فيه “خطوة ضرورية لحماية المجتمع من خطاب الكراهية”، ومن اعتبره “تعديًا على حرية التعبير مهما كان مضمونها صادمًا”.

لكن كثيرًا من المعلقين يرون أن تصاعد مواقف كاني ويست المثيرة للجدل قد يضعه مستقبلاً في مواجهة إجراءات قانونية وعقوبات مشابهة في دول أخرى، خصوصًا أن عدة منظمات أوروبية بدأت تدعو لفرض حظر على نشاطه الفني في أوروبا.

Loading...