بنتلي البريطانية توقف تصدير بعض سياراتها إلى أميركا وسط غموض تجاري
تواجه شركات صناعة السيارات البريطانية، وفي مقدمتها بنتلي، حالة من عدم اليقين تجاه السوق الأميركية، على الرغم من التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي بين لندن وواشنطن الشهر الماضي بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات.
قرار مفاجئ من بنتلي رغم التفاهم الجمركي
أعلنت شركة بنتلي البريطانية للسيارات الفارهة تعليق تصدير بعض طرازاتها إلى الولايات المتحدة، في خطوة تعكس قلقها من تداعيات الاتفاق الجمركي الجديد، رغم أنها أبقت على أسعار سياراتها دون تغيير مؤقتًا خلال يونيو الجاري، في انتظار اتضاح الصورة بشأن آلية تطبيق الاتفاق بين الجانبين.
وبحسب الاتفاق التجاري، خُفضت الرسوم الجمركية الأميركية على أول 100 ألف سيارة تُصدّر سنويًا من بريطانيا إلى 10% فقط، بينما تُفرض رسوم بنسبة 25% على الكميات التي تتجاوز هذا الحد، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بنسبة الـ2.5% التي كانت سارية قبل قرارات الإدارة الأميركية السابقة بقيادة دونالد ترامب.
مخاوف من زيادة التكاليف وتكدّس الشحنات
قال مايك روكو، الرئيس التنفيذي لشركة بنتلي في أميركا:
“نتعامل مع موضوع الرسوم الجمركية بشكل يومي، وكل شركة تصنيع سيارات في المملكة المتحدة تحاول حاليًا فهم التداعيات المحتملة على أعمالها في السوق الأميركية.”
وأكد روكو أن أسعار بيع سيارات بنتلي في الولايات المتحدة ستظل ثابتة حتى نهاية الشهر، لكن الشركة قررت إيقاف شحن السيارات إلى المخازن التابعة للوكلاء الأميركيين، مكتفية في الوقت الحالي بشحن الطلبات الموجهة مباشرة إلى العملاء فقط.
وبدلًا من إرسال السيارات إلى المخازن الأميركية، قررت بنتلي الاحتفاظ بها داخل منشآتها في بريطانيا مؤقتًا.
ووفقًا لروكو، بلغ عدد السيارات المتوفرة في مخازن وكلاء بنتلي بالولايات المتحدة نحو 378 سيارة حتى بداية يونيو.

تأثير محدود للاتفاق على شركات السيارات الفارهة
يُذكر أن بريطانيا صدّرت العام الماضي نحو 102 ألف سيارة إلى السوق الأميركية، تشمل علامات فاخرة مثل رولز رويس، بنتلي، لاند روفر، إضافة إلى طرازات أخرى مثل ميني، وأستون مارتن، وماكلارين.
ورغم أن تخفيض الرسوم على أول 100 ألف سيارة يبدو مشجعًا، إلا أن شركات السيارات الفارهة مثل بنتلي قد تتأثر بشكل أكبر نتيجة انخفاض حجم مبيعاتها نسبيًا مقارنة بالشركات الكبرى، مما يجعل كل سيارة إضافية خاضعة للرسوم المرتفعة عبئًا على هوامش الربح.
ضبابية مستمرة رغم الاتفاق الثنائي
لا تزال بنود الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تفتقر لبعض التفاصيل التشغيلية، خصوصًا المتعلقة بإجراءات التتبع الجمركي وتحديد الجهة المستفيدة من الإعفاءات. ويُخشى أن تؤثر هذه الضبابية على تدفق السيارات البريطانية إلى السوق الأميركية، والتي تُعد من أكبر أسواقها التصديرية.
هل تهدد الحرب التجارية العلاقات البريطانية-الأميركية؟
يتخوف بعض المراقبين من أن تكون الإجراءات الأخيرة جزءًا من تصعيد أوسع في إطار الحرب التجارية الغربية على التصنيع الصيني والهيمنة الصناعية الآسيوية، مما قد يؤدي إلى ارتباك أكبر في سلاسل التوريد العابرة للقارات، وخاصة لصناعة السيارات الفارهة التي تعتمد على مكونات دقيقة متعددة المصادر.
ختامًا: بنتلي في مرحلة ترقب واستعداد
تُظهر خطوة بنتلي بوضوح أن حالة الغموض التي تحيط بالعلاقات التجارية البريطانية-الأميركية قد تكون لها تداعيات ملموسة على أرض الواقع. وفي ظل المنافسة العالمية على سوق السيارات الفارهة، يبدو أن الشركات البريطانية مطالبة بمزيد من الحذر والمرونة، إلى أن تتضح خريطة الرسوم الجمركية بشكل نهائي وتُفعَّل الاتفاقات التجارية بكفاءة.