📉 الإنترنت يختفي بصمت.. هذا ما كشفته دراسة حديثة أظهرت أن جزءاً كبيراً من المحتوى الرقمي المتوفر على الإنترنت يتلاشى مع مرور الوقت، وسط صدمة المتخصصين والمهتمين بتوثيق التاريخ الرقمي.
🔍 محتوى الإنترنت في تراجع مستمر
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “إندبندنت“ البريطانية، فإن عدد صفحات الويب الموجودة حاليًا تراجع بنسبة تصل إلى 38% مقارنة بالصفحات التي كانت متاحة قبل عام 2013.
ولم يتوقف النزيف الرقمي عند الماضي، إذ أوضح التقرير أن عدد صفحات الويب تقلص بنسبة 8% فقط خلال عام واحد، من 2023 إلى 2024، ما يؤكد استمرار وتيرة الاختفاء.
📁 لماذا تختفي صفحات الإنترنت؟
الدراسة التي أجراها مركز Pew للأبحاث أرجعت هذا التراجع إلى عدة عوامل:
- تحديث المواقع: غالباً ما يؤدي إلى حذف الصفحات القديمة.
- إغلاق المواقع بالكامل: ما يعني فقدان المحتوى بشكل دائم.
- نقل المحتوى دون تحويل الروابط: مما يجعل الروابط القديمة عديمة الفائدة.
هذا التلاشي لا يقتصر فقط على صفحات المعلومات العامة، بل يمتد أيضًا إلى المحتوى الإخباري والمرجعي وحتى المعلومات الحكومية.
🔗 الروابط المعطلة تنتشر
الدراسة كشفت عن أرقام مقلقة حول الروابط الميتة أو المعطلة:
- 23% من الصفحات الإخبارية تحتوي على رابط واحد على الأقل غير صالح.
- 21% من المواقع الحكومية تتضمن روابط ميتة.
- 54% من صفحات ويكيبيديا تضم مرجعًا على الأقل لم يعد متاحًا على الإنترنت.
📱 وسائل التواصل ليست بمنأى
حتى وسائل التواصل الاجتماعي لم تسلم من هذا التلاشي، إذ تُظهر الدراسة أن نحو خُمس المنشورات (20%) تختفي من الإنترنت خلال أشهر قليلة من نشرها، ما يمثل تحدياً خطيراً في أرشفة الأحداث الرقمية والذكريات المجتمعية.
📊 كيف أجريت الدراسة؟
اعتمدت الدراسة على تحليل عينة عشوائية من حوالي مليون صفحة ويب تم جمعها عبر خدمة Common Crawl، وهي أداة مفتوحة المصدر تقوم بأرشفة جزء كبير من الإنترنت.
تمت مقارنة وجود هذه الصفحات خلال الفترة بين عامي 2013 و2023، وكانت النتائج كالتالي:
- 25% من الصفحات لم تعد متاحة على الإطلاق.
- 16% من هذه الصفحات لا تزال مواقعها الأصلية موجودة، لكن الصفحات نفسها حُذفت.
- 9% اختفت تماماً بسبب زوال المواقع المضيفة.
⚠️ أثر خطير على الذاكرة الرقمية
يشير الخبراء إلى أن هذا الاختفاء المتزايد يشكل تهديداً لتاريخ البشرية الرقمي، ويؤكد الحاجة إلى حلول أكثر تطوراً في أرشفة المحتوى الرقمي، مثل استخدام أرشيف الإنترنت “Wayback Machine” أو منصات الأرشفة المفتوحة.
