تشهد أروقة الكونغرس الأميركي تحركات لافتة تهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الأميركية من الدور المتزايد للجبهة في زعزعة الاستقرار الإقليمي بشمال إفريقيا.
فقد أعلن السيناتور الجمهوري جو ويلسون عن تقدمه بمشروع قانون أمام الكونجرس يدعو إلى إدراج جبهة البوليساريو ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وجاء في تغريدة نشرها على منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“البوليساريو ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران، وحزب الله، وروسيا. توفر لطهران موطئ قدم استراتيجي في إفريقيا، وتزعزع استقرار المملكة المغربية، الحليف التاريخي للولايات المتحدة منذ 248 عامًا”.
وأشار ويلسون إلى أن مشروع القانون يحظى بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قائلاً:
“نشكر زميلي النائب جيمي بانيتا على دعمه لهذا التشريع ذي الطابع الحزبي المشترك، الذي يهدف إلى مواجهة تهديدات الجبهة المصنفة ضمن أدوات التأثير الإيراني في المنطقة”.
تقارير استخباراتية تؤكد دعم إيران
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نشرت في أبريل الماضي تقريرًا مثيرًا للجدل، كشفت فيه عن تلقي مقاتلي جبهة البوليساريو تدريبات عسكرية من قبل الحرس الثوري الإيراني، وهو ما اعتبرته الصحيفة امتدادًا لاستراتيجية طهران في توسيع نفوذها عبر دعم جماعات غير حكومية في مناطق النزاع.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إقليمي وآخر أوروبي، قولهما إن إيران “عززت على مر السنين شبكة من الحلفاء والوكلاء، بما في ذلك البوليساريو، في إطار سعيها لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية في إفريقيا”.
المغرب يرحّب ويتأهب
من جانبها، ترى الرباط في هذا التحرك الأميركي مؤشراً إيجابيًا يعكس إدراكًا متزايدًا لدى واشنطن لحجم التهديدات التي تمثلها الجبهة، والتي تصر المملكة المغربية على وصفها بأنها حركة انفصالية مدعومة من أطراف معادية.
ويرى مراقبون أن إدراج البوليساريو كمنظمة إرهابية – إذا ما أُقرّ رسميًا – سيمثل تحولًا جذريًا في تعاطي واشنطن مع قضية الصحراء الغربية، ويعزز موقف المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.