اتفاق محتمل لإنهاء القتال في غزة: إسرائيل تشترط نزع سلاح حماس وتفاوض مكثف في الدوحة
مفاوضات الدوحة: إسرائيل تضع شروطًا لإنهاء الحرب في غزة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الوفد الإسرائيلي المتواجد في العاصمة القطرية الدوحة يعمل حاليًا على محاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يشمل عدة شروط من بينها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ونفي مقاتلي حركة حماس خارج القطاع، وتجريد غزة من السلاح.
وأكد البيان أن هذه التحركات تتم بتوجيه مباشر من نتنياهو، وتهدف إلى استنفاد كل الفرص الدبلوماسية لإنهاء القتال، سواء عبر المبادرة الأميركية أو من خلال صيغة تفاوضية أوسع.
الوضع الإنساني في غزة: ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى
بالتزامن مع هذه المفاوضات، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 53,339 شهيدًا، وإصابة ما يزيد عن 121,034 جريحًا منذ بداية الحرب الإسرائيلية في أكتوبر 2023.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تم تسجيل 67 شهيدًا جديدًا و361 إصابة، مع تأكيدات على وجود ضحايا عالقين تحت الأنقاض بسبب استمرار القصف الإسرائيلي المكثف.

إيتمار بن غفير يهاجم جهود التهدئة: “لا تراجع أمام حماس”
رفض وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أي محاولة لوقف القتال حاليًا، مؤكدًا أن مرونة حماس في المفاوضات لا تعكس رغبة في السلام بل نتيجة للضغط العسكري الإسرائيلي.
وقال في منشور عبر منصة “إكس“:
“يجب الاستمرار في الضغط والدخول إلى غزة بكل قوة… إن أي تراجع الآن سيكون بمثابة خطأ تاريخي”.
وأكد بن غفير أنه سيواصل الضغط داخل الحكومة لمنع ما أسماه “اتفاق استسلام”، مشددًا على ضرورة السيطرة الكاملة على القطاع وإنهاء وجود حماس عسكريًا.
مبادرة حماس: إطلاق نصف الرهائن مقابل هدنة مؤقتة
من جهة أخرى، كشف مصدر فلسطيني مطلع أن حركة حماس أعربت عن استعدادها لإطلاق سراح نصف عدد الرهائن الإسرائيليين الأحياء، وبعض جثامين القتلى، مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهرين، يتم خلالها إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط.
شروط حماس: ضمانات أميركية وخروج آمن لبعض القيادات
طالب وفد حماس بضمانات من الولايات المتحدة لبدء مفاوضات حقيقية لإنهاء الحرب خلال فترة الهدنة، إضافة إلى خروج آمن لبعض القيادات مع تعهد بعدم ملاحقتهم إسرائيليا.
كما أبدت الحركة استعدادها لطرح ملف نزع السلاح للنقاش ضمن مفاوضات إنهاء الحرب، في حال تم الاتفاق على التخلي عن حكم غزة.
موقف نتنياهو: لا ردود نهائية بعد
حتى اللحظة، لم يصدر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي موقف حاسم بخصوص الطروحات التي عرضت عليه من الوفد التفاوضي. وتشير مصادر إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتابع المفاوضات عن كثب، لكن موقفها الرسمي لا يزال مترددًا.
تحليل سياسي: هل تقترب الحرب في غزة من نهايتها؟
وسط تعقيدات المشهد، تبدو فرص إنهاء الحرب على غزة مرتبطة بتوازن دقيق بين الضغوط العسكرية والرغبة في تحقيق مكاسب سياسية. في الوقت الذي تُظهر فيه حماس مرونة في التفاوض، تزداد الضغوط من الجناح اليميني في الحكومة الإسرائيلية الرافض لأي تنازل.
ومع استمرار المأساة الإنسانية في القطاع وازدياد الضغوط الدولية، فإن التوصل إلى هدنة شاملة أو دائمة سيبقى مرهونًا بإرادة سياسية تتجاوز الحسابات العسكرية الضيقة.