ضربة إسرائيلية تهز طهران: هل فقدت إيران ورقتها النووية؟

0 14

في تصعيد مفاجئ وغير مسبوق، استهدفت ضربة إسرائيلية مواقع إيرانية حساسة، شملت منشآت نووية وشخصيات أمنية بارزة، ما أثار تساؤلات حول طبيعة التنسيق المسبق مع واشنطن، ومستقبل الملف النووي الإيراني في ظل هذا التحول الخطير.

تنسيق دقيق ورسائل استراتيجية

أكد الكاتب والإعلامي عماد الدين أديب أن العملية الإسرائيلية لم تكن لتتم دون تنسيق دقيق مع الإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أنها تحمل بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الضربات التكتيكية المعتادة. وتهدف هذه الخطوة – بحسب أديب – إلى تقليص قدرة إيران التفاوضية، ولا سيما في ما يتعلق بملف تخصيب اليورانيوم الذي يشكل أحد أبرز أوراق الضغط الإيرانية.

وأضاف أن التوقيت الحرج للعملية، والتي نُفّذت قبل ساعات من انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران في سلطنة عُمان، يعكس رغبة إسرائيل في فرض وقائع جديدة على الأرض قد تربك الحسابات الإيرانية وتضعف موقفها التفاوضي.

إيران بين التهدئة والتصعيد

في تحليله لخيارات طهران، رجّح أديب أن تتجنب القيادة الإيرانية الانسحاب الكامل من المسار التفاوضي، رغم ما وصفه بإمكانية اللجوء إلى تعليق المحادثات مؤقتًا، أو تحميل الولايات المتحدة مسؤولية الضربة عبر تصريحات هجومية حادة.

وأوضح أن إيران – رغم تضررها من العملية – لا تزال تدرك أهمية العودة إلى طاولة التفاوض، خصوصًا في ظل الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها، والتي تفرض عليها الحفاظ على قنوات التواصل مع القوى الدولية.

سيناريوهات الرد: عبر الوكلاء أم بشكل مباشر؟

وحول شكل الرد الإيراني المحتمل، أشار أديب إلى أن طهران قد تفعّل أدواتها الإقليمية من خلال حلفائها، مثل “حزب الله” في جنوب لبنان، أو “الحوثيين” في اليمن، إضافة إلى جماعات مسلحة في العراق وسوريا، في محاولة لشن هجمات محسوبة تُبقي الصراع تحت سقف السيطرة.

كما لم يستبعد أديب لجوء إيران إلى خيارات تصعيدية أخرى، مثل استهداف الملاحة في مضيق هرمز أو شن هجمات محدودة على منشآت إسرائيلية مدنية، في إطار ردع مدروس لا يستفز رداً أميركيًا مباشراً.

إيران تدرك حدود اللعبة

وأشار أديب إلى أن طهران باتت أكثر وعيًا بالقدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، التي أثبتت مرارًا قدرتها على اختراق العمق الإيراني، من اغتيال قاسم سليماني، إلى تفجير منشآت نطنز النووية، وحتى سرقة الأرشيف النووي السري.

وأكد أن أي رد إيراني خارج حدود المعقول قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي لا تتحمله إيران في ظل ظروفها الداخلية المتأزمة، وهو ما يفسر ميلها نحو ضبط النفس والتريث قبل اتخاذ أي خطوة.

واشنطن تفاوض وتل أبيب تنفذ

في تفكيكه لأدوار القوى الدولية، ميّز أديب بين أسلوب إدارة بايدن التي تعتمد أسلوب الضغط السياسي والاقتصادي لتحسين شروط التفاوض، في مقابل النهج الإسرائيلي الذي يسعى إلى منع طهران من الوصول إلى أي اتفاق قد يُعيدها إلى المعادلة الإقليمية كشريك مقبول.

وأشار إلى أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لم تكن مجرد خطوة عسكرية محدودة، بل تعكس توجهاً استراتيجياً يستهدف محاصرة إيران سياسياً وأمنياً واقتصادياً، ومنعها من الاستفادة من أي نافذة للتقارب مع الغرب.

الرسالة وصلت بوضوح

واختتم أديب تحليله بالتأكيد على أن الرسالة وصلت إلى طهران بوضوح، فإسرائيل أثبتت أنها قادرة على الضرب في العمق دون أن تترك بصمات مباشرة، وهو ما يضع إيران أمام معادلة صعبة: إما رد محسوب، أو التراجع أمام تهديدات لا تتوقف.

Comments
Loading...