في خطوة مفاجئة للجمهور المصري والكرة الإنجليزية، أكدت تقارير إعلامية بريطانية أن لاعب خط الوسط المصري الدولي سام مرسي قد أكمل انتقاله رسميًا إلى صفوف نادي الكويت الكويتي، بعقد يمتد لمدة موسمين، وذلك بعد مسيرة حافلة في الملاعب الإنجليزية امتدت لأكثر من عقد كامل.
صفقة انتقال مفصلية.. من الملاعب الإنجليزية إلى الخليج
ووفقًا لما كشفه الصحفي البريطاني بن جاكوبس، عبر موقع “GiveMeSport“، فإن مرسي البالغ من العمر 32 عامًا، وقع على عقد انضمامه إلى نادي الكويت، بعد أن أتم جميع الإجراءات الرسمية خلال الأيام الماضية، ليبدأ بذلك رحلة جديدة في مشواره الكروي، هذه المرة في الملاعب الخليجية.
وأشار جاكوبس إلى أن نادي إيبسويتش تاون الإنجليزي، الذي كان يلعب له مرسي منذ عام 2021، قد سمح له بالرحيل مجانًا، على الرغم من تبقي عام واحد فقط في عقده مع الفريق. وجاء هذا القرار من إدارة النادي تقديرًا لما قدمه مرسي من أداء متميز، وروح قيادية، أسهمت في صعود الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم الأخير.
عرض لا يُرفض.. دوافع مالية وحياتية وراء القرار
وبحسب ما ذكرته شبكة “سكاي سبورتس” البريطانية، فإن العرض المقدم من نادي الكويت الكويتي حمل مغريات مالية كبيرة، وصُف بأنه “عرض يُغير حياة”، سواء على المستوى المهني أو الأسري، ما جعل مرسي يوافق على خوض هذه التجربة دون تردد.
وأكدت المصادر أن العقد الجديد يتضمن مزايا مالية كبيرة، تشمل الراتب السنوي، والمكافآت، والسكن، وتوفير سبل الراحة لعائلته، وهو ما اعتُبر أحد الأسباب الجوهرية التي دفعت اللاعب لقبول التحدي الجديد خارج إنجلترا.
اقرأ أيضاً: ليفربول يزاحم بايرن ميونخ على باركولا.. بديل محمد صلاح؟
من هو سام مرسي؟
ولد سام مرسي في مدينة ولفرهامبتون الإنجليزية عام 1991 لأب مصري وأم بريطانية. وعلى الرغم من نشأته الكروية في إنجلترا، إلا أنه اختار تمثيل المنتخب المصري دوليًا، وشارك في عدة مباريات رسمية، أبرزها خلال تصفيات كأس العالم ومنافسات كأس الأمم الأفريقية.
بدأ مرسي مسيرته الاحترافية مع نادي وولفرهامبتون واندررز، ثم انتقل إلى عدة أندية إنجليزية مثل تشيستر فيلد وبارنسلي، وبرز بشكل لافت مع نادي ويغان أتلتيك، حيث حمل شارة القيادة وحقق معهم عدة إنجازات، من بينها التتويج بدوري الدرجة الأولى (ليغ 1) والصعود إلى التشامبيونشيب.
وفي عام 2021، انضم إلى صفوف إيبسويتش تاون، وشارك معه في أكثر من 100 مباراة، وكان أحد أعمدة الفريق الأساسية. وتميز مرسي بأسلوب لعبه القتالي، وقدرته على قطع الكرات وبناء الهجمات من العمق، إلى جانب تأثيره القوي في غرف الملابس.
ردود الفعل في إنجلترا ومصر
أثار خبر رحيل مرسي تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من مشجعي إيبسويتش تاون عن حزنهم لرحيله، مشيدين بدوره الحاسم في إعادة الفريق إلى مصاف البريميرليغ. كما أشاد محللون رياضيون بقرار إدارة النادي التي فضّلت تكريمه بالسماح له بالمغادرة مجانًا، بدلًا من التمسك بمقابل مالي مقابل بيعه.
في المقابل، تلقى القرار ترحيبًا واسعًا من متابعي الكرة المصرية، الذين رأوا في انتقاله إلى الدوري الكويتي فرصة لإعادة بريقه مع المنتخب الوطني، لا سيما وأنه لا يزال قادرًا على العطاء في مركزه كلاعب ارتكاز بخبرة دولية.
نادي الكويت الكويتي.. بوابة جديدة للنجم المصري
يُعد نادي الكويت أحد أكبر الأندية في الخليج العربي، ويمتلك تاريخًا حافلًا من البطولات المحلية والقارية. ويُعزز النادي صفوفه حاليًا بعدد من اللاعبين الدوليين استعدادًا للمنافسة على بطولتي الدوري والكأس المحليتين، إضافة إلى مشاركته المنتظرة في البطولات الآسيوية.
وتسعى إدارة النادي لتعزيز خط وسط الفريق بلاعب يمتلك عقلية قيادية وقدرة على تنظيم اللعب من الخلف، وهي المواصفات التي يتقنها مرسي بامتياز، ما يجعله صفقة استراتيجية للنادي في موسمه الجديد.
هل يعود مرسي إلى المنتخب المصري؟
بعد تراجع مشاركاته الدولية في السنوات الأخيرة، قد يشكل تألق مرسي في الدوري الكويتي فرصة لإعادة طرق أبواب المنتخب المصري من جديد، خاصة مع تغيير الجهاز الفني للمنتخب واعتماد رؤية فنية مختلفة، قد تفتح الباب أمام لاعبين يملكون الخبرة والانضباط التكتيكي.
ويؤمن الكثير من المتابعين بأن مرسي لا يزال يملك ما يكفي من المهارات والخبرة ليكون جزءًا من منظومة المنتخب، خاصة في ظل غياب البدائل القوية في مركز لاعب الارتكاز الدفاعي.
خاتمة
يمثل انتقال سام مرسي إلى نادي الكويت الكويتي محطة جديدة في مسيرته الكروية، وهي خطوة تُبرز تزايد اهتمام أندية الخليج بجذب لاعبين من أصحاب الخبرة الأوروبية. وبينما يغلق مرسي فصلًا طويلًا من رحلته الإنجليزية، يفتح الباب أمام تحديات جديدة، وجمهور جديد، وفرص لإثبات الذات من بوابة الملاعب العربية.
وفي الوقت الذي يترقبه فيه عشاق نادي الكويت ليقود وسط ميدان الفريق في الموسم المقبل، يتمنى عشاق الكرة المصرية أن يُعيد هذا الانتقال اللاعب إلى دائرة الضوء، وربما إلى قميص منتخب الفراعنة من جديد.