سون هيونغ مين بعد تتويج توتنهام بالدوري الأوروبي: “لقد أصبحت أسطورة”

0 4

في ليلة كروية لا تُنسى، قاد النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين فريقه توتنهام هوتسبير نحو المجد الأوروبي، بعد سنوات من الإحباط والانتظار، ليحقق حلمه الشخصي والجماعي بالتتويج بأول بطولة كبرى له مع “السبيرز” ويضع اسمه في صفحات التاريخ، ليس فقط كنجم محبوب، بل كأحد أساطير النادي، بحسب تعبيره.

تتويج طال انتظاره بعد سنوات من الخيبات

استطاع توتنهام تحقيق لقب الدوري الأوروبي بعد فوز ثمين وصعب على مانشستر يونايتد بنتيجة 1-0، في المباراة النهائية التي جمعت الفريقين على أحد الملاعب الأوروبية الكبرى. وسجل الهدف الوحيد في اللقاء اللاعب بيرنان جونسون في الدقيقة 42 من عمر الشوط الأول، بعد تمريرة حاسمة وصناعة لعب متقنة تُوّجت بتسديدة سكنت الشباك، ليمنح الفريق اللندني اللقب المنتظر.

هذا الفوز لم يكن مجرد انتصار في مباراة، بل هو إنهاء لحقبة من الانتظار دامت 17 عامًا، لم يعرف فيها النادي طعم البطولات، رغم الوصول لعدة نهائيات مهمة أبرزها نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 ونهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية. ومع كل خيبة أمل كانت الجماهير تنتظر اليوم الذي يبتسم فيه الحظ أخيرًا، وكان ذلك اليوم بقيادة سون.

سون: “دعونا نقول إنني أصبحت أسطورة… ولم لا؟”

وعقب التتويج، ظهر سون هيونغ مين مبتسمًا ومتأثرًا، وهو يعبر عن مشاعره التي غلب عليها الفرح والفخر، حيث صرح لشبكة “تي إن تي سبورتس” البريطانية قائلاً: دعونا نقول إنني أسطورة… ولم لا؟ اليوم فقط، بعد 17 عامًا لم يفعلها أحد. لذلك، مع لاعبين رائعين، ربما أصبحت أسطورة في النادي.

وأضاف سون بتواضع نادر رغم إنجازه الكبير: لطالما كنت أسمع أنه لا يمكن وضع لاعب في خانة الأساطير إن لم يحقق ألقابًا. كنت أحترم هذا الرأي. لكن الآن، وقد حققنا اللقب، ربما يحق لي أن أكون بين هؤلاء. كان هذا دائمًا حلمي. تحقق أخيرًا، وأنا الآن أسعد إنسان في العالم.

رحلة سون مع توتنهام: إخلاص وصبر وإنجاز

منذ انضمامه إلى توتنهام عام 2015 قادمًا من باير ليفركوزن الألماني، أثبت سون أنه أحد أكثر اللاعبين التزامًا وأداءً على أرضية الملعب. تميز بأسلوبه السريع، لمسته التهديفية، وروحه القيادية التي تجلت خصوصًا بعد رحيل هاري كين، حيث تولى سون شارة القيادة وأثبت أنه على قدر المسؤولية.

ورغم تألقه الفردي اللافت الذي جعل منه أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، ظل ينقصه الإنجاز الجماعي مع الفريق. وفي كل موسم، كان سون يقاتل في جميع المسابقات دون أن يحالفه التوفيق، ما جعله رمزًا للصبر والإخلاص، وهو ما أكسبه احترام الجماهير وزملائه والمدربين.

سون هيونج مين – لاعب نادي توتنام هوتسبر

أحلام تحققت بعد كوابيس متكررة

الحديث عن سون وهيونغ مين لا يكتمل دون التذكير بالمحطات المؤلمة التي مر بها مع توتنهام، وعلى رأسها خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول، وهي لحظة وصفها سون سابقًا بأنها كانت “من أكثر الأوقات حزنًا في مسيرته”، إلى جانب خسارة نهائي كأس الرابطة، وخروج الفريق المتكرر من نصف النهائي في عدة مناسبات.

لكن هذا الموسم، وبرغم الصعوبات التي واجهها الفريق في الدوري المحلي، جاء الرد على أرضية الميدان الأوروبية، ليُحقق الفريق ما عجز عنه سابقًا، ويعيد الأمل لمشروع توتنهام الذي كان محل تشكيك في السنوات الأخيرة.

سون: “شعرت بالضغط طيلة الأسبوع… الآن يمكنني النوم”

في تصريح مؤثر آخر، قال سون: خلال الأسبوع الأخير، كنت أشعر بضغط شديد. كنت أحلم بهذه المباراة كل ليلة. أردت الفوز بشدة، ولم أستطع النوم بشكل طبيعي. لكن الآن، وقد حدث ما تمنيت، يمكنني أن أنام بسلام.

وتابع: عندما تنظر إلى الموسم ككل، ستجد لحظات صعبة كثيرة مررنا بها كلاعبين، لكننا تمسكنا ببعضنا البعض، وبقينا متماسكين كعائلة. هذا اللقب جاء نتيجة لذلك التماسك والإصرار.

ماذا بعد؟ تأهل لدوري الأبطال ومستقبل واعد

رغم أن توتنهام أنهى الموسم في المركز السابع عشر من ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو مركز لا يعكس حجم الفريق ولا إمكانياته، فإن الفوز بلقب الدوري الأوروبي منح الفريق تأشيرة ذهبية للتأهل المباشر إلى بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، وهو ما يشكل دفعة معنوية وفنية هائلة.

المكاسب لا تقتصر فقط على اللقب أو التأهل الأوروبي، بل تمتد إلى الجانب الاستثماري والجماهيري، إذ من المتوقع أن ينعكس هذا الإنجاز على استقطاب مواهب جديدة إلى الفريق في الميركاتو الصيفي، إضافة إلى رفع أسهم النادي تجاريًا وإعلانيًا.

ردود الفعل: الإشادة تنهال على سون وتوتنهام

بعد صافرة النهاية، توالت عبارات الإشادة بسون، حيث وصفه محللون بأنه “رمز الوفاء والقتال”، وأكدوا أن ما فعله مع توتنهام في وقت تخلى فيه الكثيرون عن النادي، يُعد مثالًا نادرًا في عالم الاحتراف اليوم. كما أكد البعض أن سون يُعد الآن من بين أبرز اللاعبين في تاريخ النادي إلى جانب أسماء مثل غاري لينيكر وهاري كين.

الجماهير بدورها لم تُخفِ مشاعر الفرح، وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو للاحتفالات، إلى جانب مقاطع قديمة لسون وهو يبكي في الهزائم، وكأن الجماهير أرادت القول: “دموعك لم تذهب سُدى”.

ختامًا: من نجم محبوب إلى أسطورة خالدة

في عالم كرة القدم، لا يُقاس العطاء دائمًا بالألقاب فقط، بل بالصبر والإخلاص والوفاء، وهي الصفات التي تجسدت في مسيرة سون هيونغ مين مع توتنهام. ومع هذا التتويج التاريخي، لم يعد سون مجرد نجم جماهيري أو هداف بارع، بل بات يحمل لقبًا يستحقه بجدارة: أسطورة توتنهام.

ومع اقتراب نهاية الموسم، يبقى السؤال المطروح: هل سيكون هذا اللقب بداية لحقبة جديدة من البطولات والمجد لتوتنهام؟ أم أنه سيبقى مجرد فصل جميل في كتاب طويل من التحديات؟ الأكيد أن سون هيونغ مين كتب اسمه بأحرف من ذهب، وسيظل مصدر إلهام لجيل قادم من اللاعبين الذين سيحملون شارة القيادة بعده.

تعليقات
Loading...