ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط نظّم الراصد الوطني للنشر والقراءة يوم السبت 26 أبريل 2025، حفل توقيع الكتاب المسرحي الجديد “مينو Pause” للكاتبة المغربية رفقة أومزدي، وسط حضور لافت من عشّاق الأدب والمسرح وروّاد الفكر الإبداعي.
“مينو Pause”: نصوص مسرحية تنبض بالواقع والرمزية
يجمع هذا الإصدار المميز بين مجموعة من النصوص المسرحية التي تتناول قضايا إنسانية واجتماعية عميقة، بلغة سلسة وأسلوب درامي أخّاذ، ما يعكس براعة أومزدي في إعادة إحياء المسرح العربي من زاوية نسائية جديدة.
ويُعدّ الكتاب بمثابة إشراقة في فضاء أدبي غالبًا ما تهيمن عليه الأنواع السردية الأخرى كالرواية والشعر، بينما يبقى المسرح، وخصوصًا المسرح النسائي، بحاجة إلى مزيد من الأصوات الجريئة والتجارب المتجددة.
“الخروج من العتمة”: رحلة عبر التاريخ لتأمل الحاضر
في نص “الخروج من العتمة”، تأخذ الكاتبة القرّاء في مغامرة فانتازية عابرة للزمن، من خلال شخصية “سفيان” الذي يجد نفسه فجأة في قلب حضارة قرطبة الأندلسية. ومن خلال هذا الإسقاط الزمني، تُقارن الكاتبة بين أمجاد العرب في الماضي وتحدياتهم في الحاضر، مستندة إلى لغة حوارية ثرية بالإيحاءات التاريخية والسياسية، ما يحوّل النص إلى تأمل فكري بصيغة درامية.
“مينو Pause”: مونودراما نفسية تُعرّي الواقع
أما النص الذي يحمل عنوان الكتاب، “مينو Pause”، فيغوص في أعماق النفس البشرية عبر مونودراما مؤثرة يرويها شاب يُدعى “مصطفى”، يُصارع التشظي النفسي والخذلان العاطفي والمهني والاجتماعي.
ورغم قتامة اللحظة، ينبثق بصيص أمل من خلال استدعاء رموز المقاومة والنهضة، مثل بدر شاكر السياب والإلهة عشتار، في مشهد شعري يمزج بين الأسطورة والمعاصرة، بين الوجع والأمل.
صوت مسرحي نسائي يفرض حضوره
يمثل كتاب “مينو Pause” إسهامًا فنيًا بارزًا في مجال الكتابة المسرحية العربية، ويُعد صرخة أدبية نسائية تحمل في طياتها وعيًا نقديًا وجرأة فكرية. تتناول النصوص قضايا مثل الهوية، التهميش، الاغتراب، والتمرد على السائد، بأسلوب فني راقٍ يعكس وعي الكاتبة بعمق التحولات النفسية والاجتماعية في واقعنا المعاصر.
ويأتي هذا العمل ليردّ على غياب الأصوات النسائية في المسرح العربي، ويؤكد أن للمرأة قدرة خاصة على تجسيد الصراع الإنساني بلغة درامية نابضة بالحياة والصدق.
