يعتقد الكثير من الناس أن تنظيف الملابس لا يتطلب سوى وضعها في الغسالة واختيار برنامج عشوائي، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. فبحسب ما كشفه الدكتور “كريس فان تولكين” في لقاء تلفزيوني على قناة BBC، فإن طريقة غسيلك للملابس قد تكون غير فعالة في القضاء على الجراثيم والبكتيريا الكامنة داخل الألياف.
في هذا المقال نأخذك في جولة شاملة لفهم درجات حرارة الغسيل المناسبة، وكيفية الحفاظ على نظافة الملابس والغسالة معًا، مع نصائح طبية مدعومة لتحسين جودة حياتك وصحتك.
لماذا تعتبر درجة الحرارة مهمة في تنظيف الملابس؟
تُعد درجة حرارة المياه التي تستخدمها أثناء الغسيل عاملًا حاسمًا في قتل البكتيريا والفيروسات. لكن الغريب أن استخدام الماء الساخن جدًا ليس دائمًا هو الخيار الأفضل. فالغسيل على درجات حرارة مرتفعة (مثل 90 درجة مئوية) قد يقتل الجراثيم بفاعلية، لكنه يُتلف الملابس ويرفع من استهلاك الطاقة بشكل كبير.
متى يجب استخدام درجة حرارة 90 مئوية؟
وفقًا للدكتور كريس فان تولكين، فإن 90 درجة تعتبر درجة “تكاد أن تكون غليانًا”، وهي فعالة في قتل كل أنواع الجراثيم. ولكنها مخصصة لأغراض استثنائية، مثل تنظيف قطع القماش التي تعرضت لتلوث شديد أو المواد الصحية في المستشفيات. أما في الاستخدام المنزلي العادي، فهي تعتبر غير مناسبة لغالبية أنواع الأقمشة، وقد تُلحق بها ضررًا بالغًا.
60 درجة مئوية: الحل الذهبي في حالات المرض
إذا كنت مريضًا أو يعيش معك أحد أفراد العائلة المصابين بعدوى فيروسية أو بكتيرية، فالغسيل على 60 درجة مئوية يصبح أمرًا ضروريًا. فهذه الدرجة كافية لقتل معظم الجراثيم والبكتيريا الشائعة، وتوصي بها منظمة الصحة العالمية ضمن الإرشادات الصحية لمكافحة العدوى المنزلية.
هل 40 درجة مئوية كافية؟
الغسيل على درجة حرارة 40 مئوية قد يبدو خيارًا متوسطًا، لكنه في الواقع لا يقتل أي جراثيم تقريبًا، كما يؤكد الدكتور فان تولكين. هذه الدرجة غير فعالة ضد الكائنات المجهرية، ولا توفّر حماية حقيقية من البكتيريا، خاصة في حالة الملابس الداخلية أو ملابس الأطفال أو عند وجود إصابة بالعدوى في المنزل.
متى نغسل على 30 أو حتى 20 درجة مئوية؟
للغسيل اليومي غير الملوث، تعتبر درجات الحرارة المنخفضة مثل 30 أو 20 درجة مئوية خيارًا موفرًا للطاقة ويحمي الملابس من التآكل. ويقول الدكتور فان تولكين إنه يفضل الغسل على 20 درجة، ما دام لا توجد حاجة إلى تطهير عميق. لكن يشدد على أهمية استخدام منظفات مصممة خصيصًا للغسيل في درجات الحرارة المنخفضة.
ملابس الرياضة.. حالة استثنائية!
الملابس الرياضية تحتاج إلى تعامل خاص، نظرًا لأنها تُلامس العرق والبكتيريا من الجلد مباشرة. لذلك يُفضل غسلها على درجة حرارة أعلى نسبيًا، مع استخدام منظف قوي قادر على إزالة الروائح والبقع العنيدة دون إتلاف النسيج.
نظافة الغسالة.. السر المنسي وراء رائحة الملابس
من الأمور التي يغفلها كثير من الناس هي نظافة الغسالة نفسها. فالملابس قد تكون نظيفة، لكن إذا كانت الغسالة متسخة، فإن الروائح الكريهة والجراثيم تعود مجددًا للملابس. ينصح الدكتور فان تولكين بتنظيف حوض الغسالة ميكانيكيًا باستخدام قطعة قماش ومحلول الخل، خاصة إذا لم يكن هناك برنامج مخصص للتنظيف الذاتي.
نصائح عملية لتنظيف الغسالة:
- إفراغ فلتر الغسالة كل 3 إلى 6 أشهر.
- تنظيف درج المنظف شهريًا لتفادي تراكم الرواسب.
- مسح حواف الباب المطاطية أسبوعيًا لتجنب العفن.
- ترك باب الغسالة مفتوحًا بعد كل استخدام لتهويتها.
اختيار المنظف المناسب حسب درجة الحرارة
عند الغسل بدرجات حرارة منخفضة، لا يعمل أي منظف بكفاءة. فبعض أنواع المنظفات مصممة خصيصًا لتذوب وتعمل بفعالية في المياه الباردة. لذا يُنصح بالاطلاع على تعليمات المنظف واختيار النوع المناسب لدرجة حرارة الغسيل التي تنوي استخدامها.
هل يجب تغيير الملابس بدلًا من غسلها؟
قال الدكتور فان تولكين بسخرية إن بعض الملابس المتسخة بشدة ربما لا تستحق العناء في تنظيفها، وربما يكون من الأفضل التخلص منها وشراء أخرى جديدة، بدلًا من غسلها بدرجة حرارة عالية تؤدي إلى إتلافها وتزيد من فاتورة الكهرباء.
النتيجة النهائية: غسيل ذكي وصحي
الغسيل ليس مجرد عملية روتينية، بل هو علمٌ دقيق يعتمد على فهم أنواع الأقمشة، ودرجة الحرارة المناسبة، ونوع المنظف، وحالة الملابس. عند اختيار الطريقة المناسبة، لا توفر فقط على فواتير الطاقة، بل تحافظ أيضًا على صحة عائلتك، وتُطيل عمر ملابسك والغسالة.
