كائنات لا تُقهر: حيوانات يمكنها النجاة من القنبلة النووية!

0 3

رغم أن آخر استخدام فعلي للقنبلة النووية كان خلال الغارات الأمريكية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن خطر استخدام هذا السلاح الفتاك لا يزال قائمًا، خصوصًا في ظل تصاعد حدة النزاعات والصراعات السياسية الدولية. وبينما تهدد القنابل النووية الحياة البشرية وتسبب دمارًا واسعًا، تظهر بعض الكائنات الحية كمفاجأة علمية، إذ تمتلك قدرات مذهلة تمكنها من النجاة من آثار الانفجار النووي والإشعاعات القاتلة.

كائنات حية قادرة على النجاة من إشعاعات القنبلة النووية

من المدهش أن هناك 7 كائنات حية استطاعت – عبر تكيفات بيولوجية مذهلة – أن تنجو من الإشعاعات النووية دون الحاجة إلى الاختباء داخل ملاجئ محصنة أو بيئات محمية. تعرّف على هذه الكائنات العجيبة:

1. الصراصير

رغم كونها حشرات مزعجة في الحياة اليومية، فإن الصراصير تملك قدرة استثنائية على مقاومة الإشعاع. فقد أظهرت الدراسات أن حوالي 20% من الصراصير يمكنها النجاة من مستويات إشعاع تصل إلى 10,000 راد – وهي كمية تفوق ما يمكن للإنسان تحمله بأضعاف. والأكثر إثارة، أنه تم العثور على صراصير حية على بعد أقل من 1000 قدم من موقع انفجار قنبلة هيروشيما.

وتتميز هذه الحشرات بقدرتها على البقاء حية لمدة تصل إلى شهر بلا طعام أو ماء، بل يمكنها الاستمرار في الحياة حتى بعد قطع الرأس لأسبوعين!

2. العقارب

رغم ندرة الدراسات التي تؤكد بشكل قطعي مدى مقاومتها للإشعاع النووي، إلا أن العقارب معروفة بقدرتها على تحمل مستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية. وتظهر تحت ضوء الأشعة السوداء بتوهج فريد. كما تستطيع تجميد أجسامها بالكامل ثم العودة إلى الحياة لاحقًا، ما يعزز احتمال نجاتها في سيناريوهات بيئية قاسية مثل الانفجارات النووية.

3. ذباب الفاكهة

حشرات صغيرة ولكنها قوية جدًا في مواجهة الإشعاع. يمكن لذباب الفاكهة تحمّل ما يصل إلى 64,000 راد من الإشعاع، بفضل صغر حجمها الذي يقلل من كمية الإشعاع الممتصة. ورغم أن دورة حياتها قصيرة (حوالي 30 يومًا)، فإن احتمالية إكمالها لدورتها البيولوجية في بيئة ملوثة إشعاعيًا تبقى واردة جدًا.

4. دبابير براكونيداي

تُعد هذه الدبابير الطفيلية من بين أكثر الكائنات قدرة على مقاومة الإشعاع. حيث تستطيع تحمل ما يصل إلى 180,000 راد، وهو ما يزيد بمقدار 18 مرة عن قوة قنبلة هيروشيما. والأدهى أن بعض أنواعها يمكن تدريبها على كشف المتفجرات والمواد السامة باستخدام حاسة الشم، ما يجعلها موضوعًا بحثيًا واعدًا في مجالات الأمن الحيوي.

5. بطيئيات المشية (التارديغرادا)

تُعرف شعبيًا باسم “الدببة المائية”، وهي كائنات مجهرية ذات قدرات خارقة على النجاة في أكثر البيئات قسوة. يمكنها تحمّل درجات حرارة شديدة، سواء منخفضة أو مرتفعة، وتعيش في بيئات شبه خالية من الأكسجين. بل وتمكنت من البقاء حية في الفضاء الخارجي! وهي من أبرز الكائنات التي يمكنها النجاة من آثار انفجار نووي.

6. أسماك الموميشوج

هذه الأسماك الصغيرة المقاومة للتلوث تعتبر من أكثر الكائنات قدرة على النجاة في البيئات السامة. يمكنها التأقلم مع المياه عالية الملوحة والمشعة، وتعديل بنيتها الجينية لتناسب البيئة المحيطة. كما أنها كانت من أوائل الكائنات البحرية التي تم إرسالها إلى الفضاء، ما يعكس مرونتها المذهلة.

7. بكتيريا Deinococcus radiodurans

تُلقب بـ”البكتيريا الخارقة”، وتُعد رسميًا أكثر الكائنات الحية مقاومة للإشعاع في العالم. يمكنها تحمل جرعات إشعاعية غير محدودة، وقد أظهرت قدرتها الفريدة على إصلاح الحمض النووي الخاص بها بسرعة فائقة بعد تعرضه للتلف. هذه البكتيريا مدرجة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ويجري دراستها حاليًا لاستخدامها في تطوير علاجات للأمراض الناتجة عن الإشعاع.

في الختام

رغم أن القنابل النووية تُعتبر أحد أكثر أسلحة الدمار الشامل فتكًا، إلا أن بعض الكائنات الصغيرة – والتي قد لا نعيرها اهتمامًا – تمتلك قدرات تطورية خارقة تجعلها قادرة على النجاة من ظروف يعجز الإنسان عن مواجهتها. وربما تُصبح هذه الكائنات لاحقًا مفتاحًا لفهم أعمق حول كيفية حماية الحياة من الكوارث المستقبلية.

Comments
Loading...