جو حطاب: جحيم العصابات: قصة أخطر سجن في العالم في قلب السلفادور | CECOT

0 3

سجن ليس كأي سجن.. بل قلعة من الرعب

في هذا الفيديو المثير، يأخذنا صانع المحتوى في جولة نادرة وحصرية داخل أخطر سجن في العالم، المعروف باسم CECOT، وهو السجن الضخم الذي أنشأته حكومة السلفادور لمحاربة العصابات التي عاثت في البلاد فوضى وإرهابًا لعقود طويلة.

لأول مرة، تخرج للعلن صور ومشاهد من داخل هذا السجن الجحيمي، حيث يحتجز آلاف من أخطر المجرمين وأعضاء العصابات، في نظام أمني لم تشهده أمريكا اللاتينية من قبل.


السلفادور.. بلد صغير مزقته العصابات

قبل أن ندخل السجن، لا بد من معرفة القصة الأوسع. السلفادور دولة صغيرة في أمريكا الوسطى، لا تتجاوز مساحتها 21 ألف كيلومتر مربع، لكنها كانت لسنوات واحدة من أخطر بلدان العالم من حيث معدلات الجرائم والقتل.

العصابات، خصوصًا MS-13 وBarrio 18، كانت تحكم الشوارع حرفيًا، تفرض الإتاوات على المتاجر، تقتل من يعارضها، وتجنّد المراهقين قسرًا. كان العنف اليومي جزءًا من حياة الناس.


الرئيس نجيب بقيلة.. خطة الصفر تسامح

حين انتُخب نجيب بقيلة رئيسًا عام 2019، وعد بأنه سيضع حدًا لهذا الإرهاب. وبالفعل، أطلق واحدة من أشد الحملات الأمنية في تاريخ السلفادور، عُرفت باسم حالة الطوارئ.

اعتُقل أكثر من 75 ألف مشتبه بانتمائه للعصابات خلال شهور قليلة. ولأن السجون امتلأت عن آخرها، قررت الحكومة بناء منشأة عملاقة لا سابق لها: CECOT.


CECOT.. مصنع الردع

في الفيديو، نرى كيف صُمم السجن ليكون قلعة حقيقية:

  • الطاقة الاستيعابية: 40 ألف سجين.
  • المساحة: أكثر من 165 هكتار.
  • الأمن: 600 جندي و800 شرطي يطوّقون المنشأة على مدار الساعة.
  • البوابات: 8 مناطق عزل وتفتيش إلكتروني دقيق.

الهدف الأساسي كان واحدًا: عزل أخطر المجرمين عن العالم الخارجي تمامًا.


الحياة داخل الجحيم

يقوم صاحب الفيديو بجولة توثيقية داخل أجنحة السجن:

  1. الزنازين: كل زنزانة تضم 80 إلى 100 سجين. لا أسرّة فردية، بل أسرّة خرسانية أو النوم على الأرض.
  2. الإضاءة: لا نوافذ طبيعية، الإضاءة مستمرة 24 ساعة.
  3. الوجبات: وجبة واحدة إلى وجبتين يوميًا.
  4. الاستحمام: بضع دقائق معدودة تحت رقابة مشددة.
  5. العقوبات: المخالفون يُنقلون إلى العزل الكامل في زنازين بلا ضوء.

يوضح المقدم أن الحياة هنا ليست للتأهيل بل للردع الصارم.


لا اتصال بالعالم

يحكي لنا الفيديو عن الإجراءات القاسية لعزل النزلاء:

  • لا يُسمح بأي زيارات عائلية.
  • لا هواتف ولا اتصالات.
  • لا تواصل مع المحامين إلا عبر نظام مراقب.
  • حتى الحديث بين الزنازين محدود.

هدف هذه الإجراءات هو قطع أي صلة للعصابات بقياداتها في الخارج، ومنع إصدار أوامر للقتل أو الابتزاز.


دعم شعبي واسع.. وانتقادات دولية

من المفارقات أن أغلبية السلفادوريين يؤيدون هذه السياسة الأمنية المتطرفة، لأن معدلات الجريمة انخفضت بشكل دراماتيكي. يشعر الناس لأول مرة بالأمان في شوارعهم.

لكن في المقابل، أثارت CECOT انتقادات منظمات حقوق الإنسان، التي وصفت السجن بأنه حالة غير مسبوقة من التجريد من الكرامة الإنسانية.

الفيديو ينقل لنا هذا الجدل، ويعرض شهادات مؤيدين يرون أن الأمان يستحق التضحيات، ومعارضين يرون أن الأسلوب قد يولّد انتقامًا مستقبليًا.


جولة مدهشة ومخيفة

يشرح لنا المقدم كيف بدت له أجواء المكان:

  • صمت ثقيل يخنق الزائر.
  • آلاف الأجساد الحليقة والرؤوس المنكسرة.
  • عيون تحدق في الأرض.
  • حراس يتحركون بنظام صارم كأنهم آلة.
  • إحساس كامل بأن المكان صُمم ليكسر إرادة السجين.

يقول إن مجرد قضاء ساعة هنا يجعلك تدرك ما يعنيه العزل المطلق.


التجربة بين الخوف والفضول

واحدة من أكثر اللحظات إثارة في الفيديو، حين سمح له بتصوير جناح مكتظ بأعضاء MS-13، وأُجبر الجميع على الانبطاح أرضًا مع وضع أيديهم خلف رؤوسهم. لم يتحرك أحد، لم يرفع أحد عينيه.

هكذا صُمم السجن: ليحوّل أخطر رجال العصابات إلى مجرد أجساد مطيعة.


هل ينجح نموذج CECOT؟

تختم الجولة بالسؤال الأصعب: هل هذا هو الحل؟

  • في المدى القصير، انخفضت معدلات الجريمة.
  • في المدى الطويل، لا أحد يعلم إن كان العنف سيعود في موجة انتقامية عند أول فرصة.
  • في النهاية، يظل CECOT أكبر تجربة عقابية في تاريخ أمريكا اللاتينية.

الخلاصة

الفيديو ليس مجرد زيارة لسجن، بل نافذة على فلسفة كاملة: حين تنهار الدولة أمام العصابات، يصبح الردع القاسي هو آخر الحلول.

هل هذا ردع عادل؟ هل هو ظلم ضروري؟ الجدل سيبقى طويلًا. لكن ما لا شك فيه: CECOT هو المكان الذي تتحول فيه الأسطورة السوداء للعصابات إلى مجرد رقم في زنزانة بلا ملامح.

Loading...