متحور كورونا الجديد “نيمبوس”: كل ما تحتاج إلى معرفته عن الأعراض والوقاية
هل انتهى خطر كورونا فعلًا؟
رغم مرور سنوات على ظهور جائحة كورونا، وعودة الحياة إلى طبيعتها في معظم دول العالم، يبدو أن الفيروس لا يزال مصممًا على البقاء بيننا في أشكال جديدة. وبينما يظن كثيرون أن كورونا أصبح فصلًا من الماضي، يتابع العلماء رصد متحورات فرعية ناشئة، بعضها قد يحمل خصائص تجعل انتشاره أسرع أو قدرته على التهرب من المناعة أكبر.
ومؤخرًا، عاد اسم الفيروس إلى الواجهة مع ظهور متحور جديد يُعرف باسم نيمبوس، الذي بات موضوع نقاش واسع على وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الطبية.
ما هو متحور نيمبوس؟

بحسب الخبراء، متحور نيمبوس هو الاسم الشائع للمتغير (NB.1.8.1)، وهو أحد السلالات الفرعية لمتحور أوميكرون الشهير الذي انتشر في موجات سابقة من الجائحة.
يؤكد الدكتور نافيد عاصف، طبيب الرعاية الأولية في بريطانيا، أن نيمبوس نشأ نتيجة طفرات متراكمة في المادة الوراثية لفيروس SARS-CoV-2، وهو نفس الفيروس الأصلي المسبب لكوفيد-19.
من جانبه، يشير الدكتور تشون تانغ إلى أن هذا المتحور ظهر لأول مرة في أوائل عام 2025، ورُصد في عدد من الدول بينها المملكة المتحدة، والصين، والولايات المتحدة، إلى جانب تقارير عن زيادة الحالات في الهند، هونغ كونغ، سنغافورة، وتايلاند.
هل يشكل نيمبوس خطرًا جديدًا؟
حتى الآن، لا يوجد ما يشير إلى أن نيمبوس يسبب مرضًا أكثر خطورة من السلالات السابقة. لكن وفق الخبراء، تكمن المخاوف الرئيسية في احتمال ارتفاع سرعة انتشاره، بسبب طفرات على بروتين سبايك (البروتين الشوكي)، والتي قد تمنحه قدرة جزئية على تجاوز المناعة المكتسبة من العدوى أو اللقاحات.
تقدّر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الخطر الإضافي على الصحة العامة العالمية منخفض حاليًا، كما أن لقاحات كورونا المعتمدة ما زالت فعالة في تقليل مخاطر الإصابة الحادة والمضاعفات الخطيرة.
إقرأ أيضاً: دراسة موسعة: كوب القهوة اليومي قد يعزز شيخوختك الصحية بنسبة 5%
كيف ينتشر متحور نيمبوس؟
ينتقل نيمبوس بنفس طرق انتقال فيروس كورونا الأصلي، وهي:
- الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطس أو التحدث عن قرب.
- بقاء الرذاذ المعلق في الهواء في الأماكن المغلقة ضعيفة التهوية.
- لمس الأسطح الملوثة ثم ملامسة العينين أو الفم أو الأنف.
لهذا، ما زال الالتزام بالإجراءات الوقائية ضروريًا خصوصًا في البيئات المزدحمة أو عند التعامل مع أشخاص تظهر عليهم أعراض تنفسية.
أبرز أعراض متحور نيمبوس
تتشابه أعراض نيمبوس مع أعراض متحورات كورونا الأخرى، ويشمل ذلك:
- التهاب الحلق الشديد، والذي يصفه بعض المرضى بأنه إحساس يشبه “شفرة الحلاقة”.
- التعب والإرهاق العام.
- السعال الخفيف الذي قد يصبح أكثر حدة في بعض الحالات.
- الحمى وارتفاع درجة الحرارة.
- آلام في العضلات والمفاصل.
- احتقان وسيلان الأنف.
ومن المهم التنبيه إلى أن الأعراض قد تختلف من شخص إلى آخر، لذلك يُنصح بالتواصل مع الطبيب عند الشعور بأي علامات مقلقة.
هل اللقاحات ما زالت فعالة؟
حتى الآن، تشير الدراسات الأولية وتقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن اللقاحات الحالية توفر حماية جيدة ضد نيمبوس، خصوصًا في الوقاية من المرض الشديد والدخول إلى المستشفيات.
يوصي الأطباء عمومًا بالحصول على الجرعات المعززة كلما توفرت، خاصةً للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل:
- كبار السن.
- الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
- من يعانون من ضعف في المناعة.
نصائح مهمة للوقاية
يقدّم الخبراء مجموعة من الإرشادات التي أثبتت فعاليتها في الحد من العدوى:
✅ الحصول على التطعيم والجرعات المعززة عند توفرها.
✅ غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
✅ تهوية الغرف جيدًا والابتعاد عن الأماكن سيئة التهوية.
✅ ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو عند التعامل مع أشخاص مصابين.
✅ الحفاظ على التباعد خاصة في الفترات التي يزداد فيها معدل الإصابة.
✅ تنظيف الأسطح المشتركة مثل مقابض الأبواب والطاولات بانتظام.
متى يجب زيارة الطبيب؟
ينصح الأطباء بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا ظهرت أعراض كوفيد-19 وتفاقمت مع مرور الوقت.
- عند الإصابة بضيق شديد في التنفس أو ألم مستمر في الصدر.
- إذا كنت تعاني من مرض مزمن أو ضعف في المناعة.
- في حال مخالطة شخص تأكدت إصابته بمتحور نيمبوس.
- عند وجود شكوك أو قلق بشأن الحالة الصحية بشكل عام.
خيارات العلاج
في معظم الحالات، لا يحتاج المصابون بنيمبوس إلى دخول المستشفى، إذ يتعافى الكثير منهم في المنزل باتباع تعليمات بسيطة، مثل:
- الراحة التامة وشرب السوائل الدافئة.
- تناول الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنات عند اللزوم.
- عزل المصاب عن أفراد الأسرة الآخرين قدر الإمكان.
أما الحالات الشديدة أو عالية الخطورة، فقد تحتاج إلى:
- الأدوية المضادة للفيروسات الموصوفة من الطبيب.
- علاجات الأجسام المضادة لبعض الفئات عالية المخاطر.
- رعاية داعمة داخل المستشفيات عند حدوث مضاعفات.
كيف نتعايش مع كورونا ومتحوراته؟
رغم تراجع حدة الجائحة عالميًا، يواصل فيروس كورونا إثبات قدرته على التحوّر والظهور بأشكال جديدة مثل نيمبوس. ويؤكد الخبراء أن أفضل سبيل للتعايش مع هذا الواقع هو:
- التحديث المستمر للمعلومات الموثوقة من المصادر الصحية.
- أخذ اللقاحات وعدم التهاون في الجرعات المعززة.
- التزام العادات الصحية اليومية كالنظافة الشخصية والتهوية.
- عدم التردد في طلب المشورة الطبية عند الحاجة.
خلاصة
إن متحور نيمبوس ليس أول متحور فرعي يظهر، ولن يكون الأخير على الأرجح. إلا أن البيانات الحالية تبعث على قدر من الاطمئنان، إذ لم يثبت بعد أنه أخطر من أسلافه. ومع استمرار المراقبة والوقاية والتطعيم، يمكننا حماية أنفسنا ومجتمعاتنا من موجات جديدة محتملة.