غادرت بعثة الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي المصري، مطار القاهرة الدولي، متجهة إلى تونس، لخوض معسكر تدريبي خارجي استعدادًا لانطلاق الموسم الجديد. ويمتد المعسكر خلال الفترة من 18 وحتى 26 يوليو الجاري، ويشهد مواجهتين وديتين أمام فريقي الملعب التونسي والبنزرتي، ضمن برنامج الإعداد الموضوع بعناية من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب السويسري مارسيل كولر.
بعثة الأهلي تتحرك إلى تونس
انطلقت بعثة النادي الأهلي نحو تونس في رحلة تهدف إلى رفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين، وتجهيزهم فنيًا وتكتيكيًا لخوض غمار المنافسات المحلية والإفريقية التي تنتظر المارد الأحمر في موسم 2024-2025. وقد حرص الجهاز الفني على استغلال فترة التوقف الصيفي بوضع برنامج مكثف يضم مباريات تجريبية قوية تتيح الوقوف على جاهزية اللاعبين.
غيابات بارزة.. 6 لاعبين خارج القائمة
شهدت قائمة الفريق المسافرة غيابات مؤثرة على رأسها المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، الذي تم استبعاده لأسباب انضباطية. ووفق مصادر داخل النادي، فإن اللاعب تغيب عن التدريبات دون إذن بعد نهاية الإجازة، وهو ما اعتُبر من قبل الإدارة الفنية تمردًا يستوجب العقوبة.
كما غاب عن المعسكر كل من:
- إمام عاشور: بسبب إصابة عضلية.
- مروان عطية: يعاني من إصابة في العضلة الخلفية.
- كريم نيدفيد: تم استبعاده لأسباب فنية.
- أحمد عبد القادر: خارج الحسابات الفنية حاليًا.
- مصطفى مخلوف: الحارس الشاب لم يتم ضمه للمعسكر بناءً على رؤية فنية.
وتشير هذه الغيابات إلى توجه واضح من الجهاز الفني للتركيز على العناصر الأكثر جاهزية واستبعاد من لا يُظهر التزامًا كاملًا بالمعايير الانضباطية والتكتيكية المطلوبة في المرحلة التحضيرية.
أزمة وسام أبو علي.. تمرد وعرض أمريكي ضخم
تُعد قضية وسام أبو علي واحدة من أكثر الملفات سخونة داخل القلعة الحمراء في الوقت الحالي. فقد أثار غيابه المتكرر عن التدريبات تساؤلات عدة، ترافقت مع تسريبات عن وجود عرض رسمي من نادي كولومبوس كرو الأميركي للتعاقد مع اللاعب.
تفاصيل العرض الأمريكي
كشفت تقارير إعلامية أن نادي كولومبوس قدم عرضًا أوليًا بقيمة 5.25 مليون دولار للحصول على خدمات أبو علي. وبعد مفاوضات، رفع النادي الأميركي عرضه إلى 7.5 مليون دولار، مع تضمين بند يمنح الأهلي نسبة 15% من قيمة أي إعادة بيع مستقبلية للاعب.
ورغم أن هذا العرض يُعتبر مغريًا من الناحية المالية، إلا أن النادي الأهلي لم يُعلن موافقته الرسمية حتى اللحظة، ما يُبقي مستقبل اللاعب معلقًا بين الانضباط الغائب والرحيل المحتمل.
التحليل الفني والإداري للموقف
يبدو أن إدارة الأهلي اختارت التعامل بحزم مع ملف وسام أبو علي، من أجل ترسيخ مبدأ الانضباط داخل صفوف الفريق، خصوصًا بعد النجاحات الكبيرة التي حققها النادي مؤخرًا محليًا وقاريًا. ويُعتقد أن الجهاز الفني بقيادة كولر لا يُمانع في التخلي عن اللاعب، شرط أن يكون المقابل المالي مجزيًا، وأن يتم توفير بديل مناسب في الخط الهجومي.
كما أن غياب اللاعب عن المعسكر في هذا التوقيت الحساس قد يعزز فرص خروجه، خاصة أن الفريق يسعى إلى استكمال فترة الإعداد بأعلى درجات التركيز والتناغم.
الإصابات تقلق الجهاز الفني
الغيابات بسبب الإصابة، خاصة إمام عاشور ومروان عطية، تمثل تحديًا للجهاز الفني، خصوصًا وأن اللاعبين من العناصر الأساسية التي يعتمد عليها كولر في تشكيلته الأساسية. ومن المتوقع أن يخضع الثنائي لبرامج تأهيل مكثفة داخل القاهرة، على أمل لحاقهم ببداية الموسم الجديد.
مواجهات قوية في المعسكر
يتضمن برنامج معسكر تونس مباراتين وديتين من العيار الثقيل، أمام:
- الملعب التونسي: فريق يمتلك تاريخًا كبيرًا في الكرة التونسية، ما يجعل اللقاء اختبارًا جادًا للاعبي الأهلي.
- البنزرتي: أحد أندية الشمال التونسي العريقة، ويُنتظر أن تكون المباراة معه مناسبة لتجريب خطط هجومية جديدة.
وتهدف هذه المواجهات إلى الوقوف على مدى تطبيق اللاعبين لتعليمات الجهاز الفني، وتحقيق الانسجام بين الجدد والقدامى.
استعدادات شاملة للموسم المقبل
يأتي هذا المعسكر ضمن خطة الأهلي الشاملة للإعداد لموسم مليء بالتحديات، تشمل:
- الدفاع عن لقبي الدوري وكأس مصر.
- المنافسة على دوري أبطال إفريقيا.
- المشاركة في بطولة السوبر الإفريقي.
- خوض النسخة الجديدة من دوري أبطال العرب حال تأكيد المشاركة.
وقد أكدت إدارة النادي أن كافة الإمكانات اللوجستية والمادية تم توفيرها لضمان معسكر ناجح على جميع الأصعدة.
يمثل معسكر تونس فرصة حاسمة للجهاز الفني لتقييم مستوى اللاعبين بعد فترة راحة طويلة، وبداية العد التنازلي لموسم كروي منتظر بشغف من جماهير الأهلي. كما يشكل استبعاد وسام أبو علي رسالة قوية مفادها أن الانضباط والتفاني هما السبيل الوحيد لضمان البقاء ضمن صفوف بطل إفريقيا.
ووسط تصاعد التوتر بين اللاعب والإدارة، تبقى الأيام المقبلة حاسمة، وقد تحمل مفاجآت على صعيد الانتقالات سواء بالموافقة على العرض الأميركي أو اتخاذ قرار آخر أكثر جرأة.