رفقة أومزدي تتألق في معرض الرباط بتوقيع “مينو Pause”: رحلة مسرحية في أعماق الذات والتاريخ
رفقة أومزدي تبهر جمهور معرض الرباط بتوقيع “مينو Pause”: مسرح داخلي يلامس قضايا الوعي والهوية
في أجواء ثقافية نابضة بالحياة ضمن فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الرباط، سطعت الكاتبة المغربية رفقة أومزدي وسط الحضور، حيث أطلقت إصدارها المسرحي الجديد “مينو Pause”، الذي لفت الأنظار بأسلوبه الإبداعي ومعالجاته الفكرية العميقة.
كتاب يتجاوز المألوف: مزيج من المسرح والفكر والهوية
يأتي “مينو Pause” كعمل فني متكامل، يجمع بين الكتابة المسرحية والرؤية الاجتماعية، حيث تضمّن مجموعة من النصوص الأدبية التي تلامس الواقع الإنساني والنفسي، وتغوص في الأسئلة الوجودية التي تؤرق الإنسان المعاصر.
تميزت النصوص بالقوة والرمزية، إذ أبدعت أومزدي في تقديمها بأسلوب درامي محكم ولغة شعرية عميقة، لتمنح القارئ تجربة قرائية مفعمة بالتأمل والانفعال.
من “الخروج من العتمة” إلى أندلس قرطبة: حوار الزمن والتاريخ

في أحد أبرز نصوص الكتاب، وتحت عنوان “الخروج من العتمة”، ينتقل القارئ مع شخصية “سفيان” إلى رحاب الحضارة الأندلسية في قرطبة، ضمن مشهد درامي ثري يقارن بين أمجاد الماضي وأزمات الحاضر.
يستعرض النص جدلية التراجع الحضاري مقابل إشراقات الوعي، ويعيد طرح سؤال النهضة والانتماء برؤية فنية تمزج بين التوثيق والرمزية.
“مينو Pause”: مونودراما تتحدث باسم الجيل
أما النص الذي يحمل عنوان الكتاب، “مينو Pause”، فقد جاء على هيئة مونودراما مكثفة، تُجسّد صراعات الشباب المعاصر مع مفاهيم الفشل، الاغتراب، والقلق الوجودي.
استلهمت فيه الكاتبة رموزًا ثورية وأدبية من أبرزها الشاعر بدر شاكر السياب، لتمنح نصها بُعدًا ثقافيًا ووجدانيًا يلامس هموم الجيل الجديد ويعبّر عن تحدياته.
علامة فارقة في المسرح النسائي العربي
لا يُعد “مينو Pause” مجرد مجموعة مسرحية عابرة، بل يمثل تحولًا نوعيًا في الكتابة النسائية بالمسرح العربي. فقد استطاعت رفقة أومزدي أن تقدم صوتًا أنثويًا جريئًا، يتقاطع مع القضايا الاجتماعية والوجودية من منظور فكري وأدبي راقٍ، مما يُعد مساهمة حقيقية في إحياء النص المسرحي العربي، بأسلوب يتحدى النمطية ويمنح القارئ والمشاهد تجربة فنية وفكرية متكاملة.